فازت الأسبوع الماضى الباحثة دكتورة نورتان عبد التواب مدرس الميكروبيولوجى والمناعة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة بجائزة برنامج لوريال واليونسكو « من أجل المرأة فى العلم» عن بحثها حول إختلاف فاعلية عقار السوفالدى من مريض لآخر حسب الجينات الوراثية والذى أقيم حفله السنوى الخامس على مستوى الإقليم العربى بجامعة سان جوزيف ببيروت .. حيث كانت واحدة من خمس فائزات من مصر ، لبنان ، الأردن، العراق وفلسطين تميزن فى مجال البحث العلمى تم اختيارهن من قبل لجنة تحكيم - مكونة من ثمانى علماء أجلاء من العالم العربى – من ضمن ثمان وخمسين باحثة تقدمن للحصول على الجائزة .. حكايتها مع الجينات بدأت بوراثتها حب العلم والبحث العلمى عن والديها، فوالدها أستاذ الهندسة الوراثية جامعة عين شمس كذلك والدتها أستاذة فسيولوجى دواجن كلية زراعة بنفس الجامعة . كيف بدأتى رحلة البحث العلمى ؟ بعد عامين من تخرجى وتعيينى كمعيدة بكلية صيدلة جامعة القاهرة حصلت على منحة دراسية للحصول على الدكتوراه من إحدى الجامعات بالولايات المتحدةالأمريكية ، وكانت حول النظر على جسم الإنسان كنظام متكامل وليس كأجزاء منفصلة من خلال خريطة الجينات وبالتالى الاختلافات بين البشر اعتمادا على هذه الرؤية .. عند عودتى إلى مصر حصلت على درجة مدرس ، ولأن البحث العلمى يحتاج إلى تمويل والمتاح لنا ليس كافيا بسبب كثرة العدد ، بدأت أبحث عن تمويل آخر للبحث خاص بى حتى دلنى بعض زملائى من الباحثين على مشروع لوريال يونسكو لدعم المرأة فى مجال البحث العلمى . ما هو المحور الأساسى لبحثك ؟ فكرة البحث عندى تدورحول مدى اختلاف فاعلية أى عقار وتأثيره فى العلاج من مريض لآخر حسب اختلاف الجينات ، ففاعلية الدواء تختلف من شخص لآخر فما يشفى مريضا قد لا يكون كافيا لآخر .. لكن بحثى الأخير يركز على عقار السوفالدى المعالج للالتهاب الكبدى الوبائى أو ما يسمى بفيروس سى والذى توجد أعلى نسبة للإصابة به فى مصر لذا فهو يمثل عبئا على الصحة والاقتصاد المصرى .. فبتحليل للجين قبل العلاج يمكن التعرف أن كان العقار سيؤدى بإذن الله للشفاء أم أن تأثيره قد يكون ضعيفا أو ما إذا كان يحتاج لعلاج مصاحب للحصول على أفضل النتائج ، وهو ما يوفر الجهد والمال . فى رأيك ما هى المعوقات التى تواجه البحث العلمى والمرأة تحديدا فى هذا المجال ؟ اسمحى لى بأن أبدأ بالمرأة فما تواجهه المرأة فى مجال البحث العلمى يكاد يكون حالة عامة موجودة فى كل بلدان العالم .. فهى لا تحصل أبدا على ما تستحقه أو ما يوازى ما تقدمه من جهد وإنجاز بالإضافة إلى عدم وجود جو عام يشجعها على دخول هذا المجال أو الاستمرار فيه ، ورغم ما حققته بالفعل وتحققه المرأة فى هذا التخصص فإن هناك صعوبات تواجهها تنقسم إلى جزءين ، جزء يخص عدم تسليط الضوء عليها ولا على ما تحرزه وعدم نسب الجهد إليها ، وجزء يتعلق بالمعوقات أثناء العمل فهناك قصور فى نظرة المجتمع حيث يرى المرأة فى المقام الأول أما وربة منزل وأسرة رغم إن الرجل أيضا أب ورب أسرة لكن المفهوم السائد هو إن البيت هو دورها الأساسى وإن عملها فى هذا التخصص أو غيره ما هو إلا حرية شخصية وهذا ما وجدته أيضا فى المجتمع الأمريكى خلال سنوات تحضيرى لدرجة الدكتوراه ، فتلك النظرة منتشرة فى العالم لكن تختلف درجتها من مجتمع لآخر وهوما يخلق جو تنافس غير صحى . تضيف دكتورة عبد التواب : أما عن البحث العلمى بصفة عامة فمعوقاته تخصنا هنا فى مصر و تتركز فى قلة التمويل عن ما هو مفروض وما هو موجود بالفعل فى العالم كله فيجب على الدولة أن تعطى جزءا أكبر من ميزانيتها للبحث العلمى وهو ما سيعود عليها بالكثير من النفع . ماذا تمثل الجائزة لك ؟ هذه الجائزة تمثل لى عدة أشياء أولها أنها عامل مساعد فى التمويل لإنجاز البحث والانتهاء منه .. هى أيضا بمثابة تقدير للجهد المبذول وتشجيع للفتايات للاجتهاد فى مجال البحث العلمى وتحسين الفكرة المغلوطة عن العمل فى هذا المجال، فرغم صعوبته إلا إنه مثله مثل غيره يؤتى ثماره ويكون ممتعا للعمل به مادام الشخص يحب ما يعمل .. كذلك هذه الجائزة تحديدا تقدم على مستويين إحدهما تقدير عن مجمل الأعمال فى مجال البحث العلمى والأخر مساعدة للعمل واستكمال الأبحاث وهى ما حصلت أنا عليها مما يجعلنى مع باقى الباحثات سفيرات للسيدات فى مجال البحث العلمى .