حالة من الغضب تسيطر على أكثر من 60 ألفا و500 مواطن من أهالى قرية ايكا و5 قرى أخرى مجاورة لها بمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة بسبب اهمال المحافظ وهيئة الأبنية التعليمية فى إعادة انشاء مدرسة «عمر بن الخطاب»، لتلاميذ المرحلة الابتدائية الذين يموت ذووهم خوفا عليهم يوميا منذ لحظة خروجهم من البيت للذهاب الى المدرسة وحتى العودة منها، حتى انهم اضطروا بسبب شدة اليأس من تجاهل المسئولين لمشكلتهم للدخول فى "اضراب" وصل الى اليوم العاشر ومازالوا متمسكين باستكماله لحماية ارواح ابنائهم التلاميذ من الموت يوميا. "الأهرام" تواصلت مع أهالى هؤلاء التلاميذ أثناء الاعتصام حيث اكد أولياء الامور أن مدرسة "عمر بن الخطاب" الابتدائية بعزبة "ايكا" بأبو المطامير وكثافتها الطلابية حوالى 650 تلميذا تم بناؤها عام 1984 وتعرضت مبانيها للتشققات فى زلزال 1992 وصدر لها قرار اخلاء من هيئة الأبنية التعليمية فى العام الدراسى 2001 – 2002 خوفا على ارواح التلاميذ وتم تحويل التلاميذ الى مدرسة "فرماج" الابتدائية التى تبعد عن العزبة مسافة 7 كيلومترات ويضطر التلاميذ الى قطع هذه المسافة فى رحلة الذهاب والاياب يوميا. وأوضح الأهالى ان مدرسة فرماج التى انضم اليها التلاميذ مخصصة لهم فى الفترة المسائية، والخطورة هنا عند عودتهم بعد المغرب، فالطرق المؤدية من وإلى المدرسة ترابية ومتهالكة ومظلمة وليس بها وسيلة مواصلات ويمرون على مقابر فى الطريق الذى تتخلله بساتين الفاكهة التى تزيد المكان ظلمة، ويستغل اللصوص تلك الظلمة الحالكة للاعتداء على التلاميذ ناهيك عن حمل حقائبهم المدرسية التى تكسر الظهر. ويؤكدون ان المدرسة عندما تم اخلاؤها قالت لهم هيئة الأبنية التعليمية أنه وضع مؤقت يستمر لمدة عام واحد فقط، إلا ان الهيئة اخلفت وعدها واستمر الحال 12 عاما وحتى لحظة كتابة هذه السطور اثناء الاعتصام لم يتم وضع طوبة واحدة بل على العكس ازيلت المدرسة بكامل مبانيها فى عام 2009. ويطالب الاهالى رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب بالتدخل لتوجيه محافظ البحيرة ووزير التربية والتعليم وهيئة الابنية التعليمية التى دائما تتجاهل شكواهم لاصدار قرار عاجل يحل المشكلة. ويضيف الأهالى ان المدرسة التى أزالتها هيئة الأبنية التعليمية كانت مقامة على مساحة 9 قراريط ملك لهيئة الاصلاح الزراعى وعندما طلب الاهالى من الأبنية التعليمية سرعة اعادة البناء تحججت الأبنية التعليمية بأن الاصلاح الزراعى لابد ان يوفر 12 قيراطا لاعادة البناء وإلا فلن تبنى الهيئة المدرسة فتجمع مواطنو ايكا والقرى المجاورة وقرروا تحمل مسئولية شراء 3 قراريط على نفقتهم الشخصية واضافتها الى ارض المدرسة المزالة اذا كانت هى الحجة التى تعتمد عليها الابنية التعليمية انقاذا لحياة ابنائهم، وتم انهاء الاجراءات المطلوبة وفوجئنا بأن الورق يلف ويدور دون اتخاذ اى خطوة لاعادة البناء ونجد انفسنا واقعين بين رحى الاصلاح الزراعى وسندان هيئة الابنية التعليمية التى تتحجج ب12 قيراطا علما بأنها حجة واهية فمساحة 9 قراريط تكفى وتزيد. والمشكلة الأكبر والكلام على لسان أحد أولياء الامور انه يوجد مكان آخر يتبع الاصلاح الزراعى الذى تبرع به لبناء مدرسة إعدادى لخدمة ابناء القرية فى منطقة تفتيش أيكا وورقها مكتمل فى هيئة الابنية التعليمية منذ سنوات، ولم تبن طوبة واحدة حتى الآن ويضطر التلاميذ الاعدادى الى قطع مسافة 7 كيلومترات ايضا للوصول الى أقرب مدرسة مجاورة فى الاتجاه العكسى للمدرسة الابتدائية واصبحنا لانعرف شيئا والقلق والخوف على ابنائنا يتزايد يوميا ولا ندرى لماذا تتعنت معنا هيئة الابنية ولاتريد ان تبنى مدرسة لابنائنا خاصة ان الارض والتمويل متوفر ام تريد ان تدفن ابناءنا احياء! ويصرخ المواطنون مؤكدين ان احد العاملين بمديرية التربية والتعليم هددهم بعمل محاضر بغياب التلاميذ بل وزاد التهديد بنقل مدرسى الفصول بمدرسة عمر بن الخطاب الى مدارس اخرى ويقول مواطنو ايكا إنهم حاولوا الوصول الى محافظ البحيرة لكنهم لم يفلحوا بسبب بابه المغلق دائما امام الغلابة من عامة الشعب أمثالهم، فهل يتكرم ويوافق على مقابلتهم ومساعدتم فى حل مشكلة المدرسة وهل يستجيب رئيس الوزراء إبراهيم محلب؟