أهمية ما يقوم به الجيش المصرى الباسل هذه الايام لانشاء المنطقة العازلة على خط حدودنا الشمالية الشرقية (13 كيلو مترا ونصف) انه يؤمم اية فرص لامر واقع يحاول الارهابيون فرضه، سواء كانوا من حماس والقسام وامتدادات داعش فى غزة، او من التكفيريين الجهاديين الذين ملأ بهم محمد مرسى (اول جاسوس مدنى منتخب) ربوع سيناء، وأعنى بالامر الواقع محاولة جعل منطقة رفح والحدود مجالا يتناوبون فيه السيطرة والكر والفر مع الجيش المصرى، تمهيدا لظرف مواتٍ ينفذون فيه المخطط المتكرر المعفون لتوطين الفلسطينيين فى سيناء، ومن ثم ضرب مؤامرة دولة فى (الضفة وغزة والقدس)، واطاحة فكرة حق اللاجئين فى العودة، وبالاضافة تأمين حدود اسرائيل فى ظل سيطرة حليفتها حماس التى قامت تل ابيب بتصنيعها عام 1978 لتكون شوكة فى جنب ياسر عرفات، ومازالت تعضدها لتكون شوكة فى جنب ابى مازن. التنظيمات الاسلامية المتطرفة الارهابية لها تكتيك موحد فى كل مكان، فهى تسعى للاستيلاء والسيطرة على قطاع (جغرافى) ثم تترجم ذلك الى اقتطاع جزء من (السلطة التنفيذية للدولة). هكذا فعلت طالبان فى اقليم سوات (جغرافيا) ثم تمددت ساعية الى الاستيلاء على جزء من الحكومة المركزية فى اسلام اباد، وهو ما سوف يكون كارثة لو حدث لان باكستان دولة نووية، ووقوع ذلك السلاح فى ايادى الارهابيين هو كارثة باى معيار.. وحزب الله سيطر فى لبنان على الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب البلاد (جغرافيا) ثم سيطر على ما يسمى الثلث المعطل فى الحكومة.. والحوثيون سيطروا على منطقة واسعة شمال صنعاء حتى صعدة (جغرافيا) ثم تمددوا فى كل مكان وسعوا الى اقتسام السلطة، وهو ما جرى عبر اتفاق السلم والشراكة.. وحماس المجرمة سيطرت على قطاع غزة (جغرافيا) ثم استقلت بالسلطات فيه تقريبا بانقلاب اجرامى فى 2007، وهى- الان- تريد مقايضة الضفة الغربية مع اسرائيل اذا حصلت على الارض التى تريدها فيما وراء الحدود المصرية مع غزة. بالعربى.. ما يفعله الجيش المصرى البطل اليوم هو اجهاض نهائى لفرص مخطط التقسيم الحقير الذى تتشارك المسئولية عنه (اسرائيل والولايات المتحدة وحماس وقوى الارهاب الحليفة). لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع