تواصل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فى تونس إعلان النتائج الجزئية، لكل دائرة أولا بأول، وذلك استعدادا لإعلان النتائج الأولية الكاملة خلال ساعات. وبحسب النتائج غير الرسمية، فقد حصل حزب "نداء تونس" برئاسة الباجى قائد السبسى على المرتبة الأولى فى السباق إلى البرلمان متقدما على "النهضة" الإسلامى برئاسة راشد الغنوشى بعدد محدود من المقاعد. وقال عبد العزيز القطى القيادى فى "نداء تونس"، إن حزبه سيحدد استراتيجية تحالفاته لتشكيل الحكومة الجديدة استنادا على الدعم الذى ستمنحه الأحزاب الممثلة فى البرلمان للسبسى فى انتخابات الرئاسة الشهر المقبل. وأضاف القطى - فى تصريحات ل "الأهرام" - أن "نداء تونس" يشدد على دعوة السبسى التى أطلقها أمس إلى الرئيس المنصف المرزوقى ورئيس المجلس التأسيسى مصطفى بن جعفر بالاستقالة من منصبيهما قبل الانتخابات الرئاسية مادام أنهما يخوضان السباق. وأوضح أن هذه الاستقالة أصبحت ضرورية لإنجاح المسار الإنتقالى وضمان إجراء الانتخابات المقرر لها 23 نوفمبر المقبل فى أجواء من الشفافية وتكافؤ الفرص، وأشار الى أن حزبى المرزوقى (المؤتمر) وبن جعفر (التكتل)، لم يعد لهما وجود يذكر فى البرلمان الذى جاءت به انتخابات الأحد الماضى. يذكر أن (المؤتمر) و(النداء) كانا شريكا (النهضة) فى حكم "الترويكا" لنحو عامين. واعتبر القطى، أن حظوظ السبسى فى الفوز بانتخابات الرئاسة، قد ارتفعت بعد النتائج التى حققها حزبه فى الانتخابات التشريعية. وأكد أن الائتلاف الحكومى المقبل سيتشكل بناء على النتائج النهائية لانتخابات الأحد الماضى، واستنادا إلى الدعم الذى ستقدمه الأحزاب للسبسى فى سباق الرئاسة. وتناقلت وسائل الإعلام التونسية أمس بيانا للخارجية الفرنسية نشره موقع سفارة باريس فى تونس، يشيد بالتحول الديمقراطى واستقرار الأوضاع السياسية والأمنية فى تونس، مما يجعل البلاد وجهة للسائحين الفرنسيين. وقالت وسائل الاعلام التونسية، إن هذا البيان بمثابة تحول عن تحذيرات فرنسا لرعاياها القاصدين تونس. وكانت الصحف التونسية الصادرة أمس، أكدت أن خريطة البرلمان المقبل تقوم على قطبين كبيرين هما "النداء" الذى يأتى أولا و"النهضة" الذى حل ثانيا. وأشارت إلى أن الموقع الثالث يتنافس عليه حزب "الاتحاد الوطنى الحر"، برئاسة رجل الأعمال مدير نادى الإفريقى الرياضى سليم الرياحى، وتحالف الجبهة الشعبية اليسارى بقيادة حمة الهمامي. لكن الحزبين لن يحصد أى منهما أكثر من 20 مقعدا، فى حين تشير التوقعات إلى أن "النداء" سيحصل على نحو 80 مقعدا والنهضة على70 مقعدا. كما أبرزت وسائل الإعلام التونسية، نبأ اتصال الغنوشى هاتفيا بالسبسى، وتهنئته بنتائج الانتخابات واعترافه بالنتيجة. ونقلت عن الغنوشى أن الانتخابات عرس ديمقراطى يضع تونس فى صدارة العالم العربي. من جانبه أكد السبسى، أن حزبه الذى لن يحصل يقينا على الأغلبية المطلقة لعدد مقاعد البرلمان البالغ عددها 2017 مقعدا، لن يحكم البلاد فى السنوات الخمس المقبلة بمفرده. وأبقت تصريحات السبسى الباب مفتوحا أمام أى تحالفات لتشكيل الحكومة الجديدة. فى الوقت نفسه، أشاد مراقبو الاتحاد الأوروبى، أمس بالانتخابات التشريعية التونسية التى أجريت الأحد الماضى وفاز بها حزب "نداء تونس" العلماني، ووصفوها ب"الشفافة" و"ذات المصداقية". وقالت البلجيكية آنمى نايتس أويتبروك رئيسة بعثة مراقبى الاتحاد الأوروبى، فى مؤتمر صحفى بتونس: "لقد عزّز الشعب التونسى التزامه الديمقراطى بفضل انتخابات ذات مصداقية وشفافة، مكنت التونسيين من مختلف الحساسيات السياسية من التصويت بحريّة لمجلس تشريعى، وفقا لأول دستور ديمقراطى فى البلاد"، وأضافت أويتبروك وهى عضو بالبرلمان الأوروبى: "جرت الحملة الانتخابية على نطاق واسع فى هدوء. وتمكنت القوائم (الانتخابية المترشحة) من تقديم برامجها بحريّة، وقد احترمت عموما معايير الحملة الانتخابية التى ثبت أنها معقدة جدا". وفى نيويورك، هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون تونس، بإجراء الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أنها "خطوة حاسمة من أجل مستقبل البلاد". ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)، عن بيان نشر على موقع الأممالمتحدة على "الإنترنت" قوله: إن الانتخابات التى أجريت فى تونس تشكل "حجر زاوية فى عملية التحول الديمقراطي". وهنأت كندا على لسان وزير خارجيتها جون بيرد الشعب التونسى، بإجراء الانتخابات، وقال بيرد إن "التونسيين مارسوا حقهم الديمقراطى فى انتخابات حرة ونزيهة".