صاحت صديقتى فجأه بأن اليوم عيد ميلادها اخذتنى الفجأة .. كيف انساه ! ولكنى عندما تنبهت للتاريخ لم اجده يوم عيد ميلادها فسألتها عن اى عيد ميلاد تتحدث ، فقالت : اليوم عيد ميلادى فى التاريخ الهجرى . تذكرت وقتها اننا نودع فى هذه الايام عاما هجريا ونستقبل عاما جديدا ولكن معظم الناس تتذكر الاعوام الميلادية وتنسي تاريخ الاسلام والمسلمين المرتبطة بالسنة النبوية ، حتى الاحتفال به يكون عكس الاحتفالات التى ترافق حلول السنه الميلادية والتى يتم الاستعداد لها لايام قبل حلولها اما السنه الهجرية غالبا ما تمر مرور الكرام دون اى احتفالات ودون ان تحظى باى اهتمام غير ان الناس تتذكره فقط بسبب العطلة فى هذا اليوم . و التقويم الهجرى هو تقويم قمرى يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر ..تستخدمه بعض الدول العربية كتقويم رسمى لتوثيق المكاتبات الرسمية بين دوائر الدولة الرسمية إلا أن عامة الشعوب العربية قد جعلها الاستعمار تتعامل بالتقويم الميلادى عنه من التقويم الهجرى .وقد بدء العمل به فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب ،رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية. أول يوم هذا التقويم الجمعة 1 محرم 1 ه 16 ) يوليو عام 622م(. يتكون من 12 شهرا قمريا أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوما تقريباً، هناك فارق 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري فإن التقويمين لا يتزامنان مما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة. ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ ولو اننا سألنا معظم الناس عن الاشهر الهجرية لما استطاع كثيرا منهم تعدادها بالرغم من ان هذه الشهور مرتبطة باهم الاحداث فى تاريخ امتنا الاسلامية ، وبدايته هى هجرة النبى صلى الله عليه وسلم من مكةالمكرمة الى المدينهالمنورة . كم هو شئ عظيم ان نحافظ على هويتنا الاسلامية من خلال احترامنا لتاريخنا الهجرى وحرصنا على التعامل به فى مختلف شئون حياتنا كما يفعل الغرب باعتزازه بتاريخه وحضارته ويحرص على التعامل به ومن خلاله . فالان اغلب الوثائق والمعاملات التجارية كالعقود بين الناس تكتب بالتاريخ الميلادى ولا يكتبون التاريخ الهجرى فهذا امر عجيب فى امة تعتبر امة حضارة ويجب ان تفتخر بتاريخها المجيد . علينا ألا ننسى تاريخنا الهجرى نتعامل به مرافقا للتقويم الميلادى ونفخر بهذا التاريخ ونعلم ابنائنا كيف يحترموه لانه اساس حضارتنا وتاريخنا الاسلامى وان يحتفلوا به كما تحتفل الشعوب الغربية بتاريخها وتعتز به ، ويكون ذلك انطلاقا من حبنا لديننا الحنيف وحرصنا على التمسك بهويتنا الحضارية المتميزة التى اعزنا بها الله سبحانه وتعالى . لمزيد من مقالات هبة سعيد سليمان