صار مُفزعا أن تنتشر فى مصرَ بلدِ الأمنِ والأمان مُؤخرا عملياتٌ إرهابيةٌ خسيسة، لاتُراعى حُرمة الدم، و ترويعِ الآمنين . فلم يعد يمرُ يومٌ، دون أن نسمع عن عملٍ إرهابىٍ هنا، أو عملية تفجيرٍهناك؛ مما نشر الفزع، وأثار الرعب فى قلوب الأُسر فى بلد كان قِبلة العالم من أقصاه إلى أقصاه، لينعم فيه بالأمن والسكينة، وليس أدل على ذلك من قول ربنا فى سورة يوسف (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين). إن حوادث الإرهاب فى مصر وراءها أيادٍ عابثة تُمولها مُنظماتٌ ودول ترنو إلى اجتثاث شأفة مصر، وجعلها بلدا تكثر فيها حرب العصابات مما يُفقدها مكانتها فى المنطقة والعالم بأسره والتى ظلت تتمتع بها أزمانا طويلة. وتكمن خطورة الإرهاب فى أنه أمسى يهدد كل البيوتات المصرية، بعدما أزهق أرواح خِيرة شبابنا، ورمّل نساء ويتّم أطفالا، وأدمى قلوب أسر، وحصد أرواح آمنين، بصورة جعلت المرء يُوطِن نفسه كل يوم قبل خروجه من بيته على عدم العودة! حقا وقعت بيننا فى الآونة الأخيرة خلافات سياسية وتباينٌ فى وجهات النظر، بعدما قمنا فى أقل من 4 سنوات بثورتين، واعتلى سُدة الحكم 3 رؤساء، ولكنْ لا يعنى هذا تبرير التناحر وتلويث اليد بالدم. إن ما يحدث من عمليات إرهابية، لايمكن أن يكون بأيدى مصريين، ولوثبت تورطُ مصرى فى ذلك، فليس له جزاء إلا القتل، فلنتوقف عن اتهام بعضنا بعضا بصورة تُجذر للفرقة والخلاف. إن بلدنا تتهدده أخطار كثيرة، تحيط به إحاطة السوار بالمعصم، يتمثل أهمها فى عدو صهيونى غاشم، يتحين الفرصة لتدمير مصر، فضلا عن جماعات إرهابية عتيدة فى الإجرام، ترمى إلى عدم استقرار مصر، بزعم أنها وقفت حجر عثرة فى طريق تحقيق مصالحها، أضف إلى ذلك أن هناك دولا كبرى، تُراقب الموقف عن كسب وتزرع بذور الفرقة والشقاق؛ لتظل لها السيادة على مصر والمنطقة العربية بأسرها. لهذا فلابد أن نُعلى شعار(الاتحاد قوة)، فنُنحى خلافاتنا جانبا، حتى لايُستقطب أحدُ المُحتقنين لتدمير البلاد باسم الدين، ولكيلا يستغل المُتربصون بنا الدوائر خلافاتنا الداخلية فيُدمرون ويُخربون، وننشغلُ نحن باتهام بعضنا ويَفرُ الجانى. وعلى منابر الإعلام أن تندد بهذا الخطر الأسود المسمى (الإرهاب)، الذى إن لم يُجابه وبحزم سيصير نارا لاتُبقى ولا تذر. وقبل هذا كله فلابد من تطبيق قوانين مكافحة الإرهاب، وسرعة تنفيذ الأحكام، وخضوع العمليات الإرهابية للحكم العسكرى؛ حتى ينزجر من تحدثه نفسه بهذا العمل الخسيس. وحسنا فعل المجلس العسكرى، حيث اجتمع لمناقشة كيفية اجتثاث تلك النبتة الشيطانية المسماة (الإرهاب) من جذوزها، قبل أن تصير شجرة ضاربة الجذور لانقوى على اجتثاثها. Sabry_elmougy @yahoo.com لمزيد من مقالات صبرى الموجى