يرى الكثيرون من أبناء سيناء وعموم المصريين إن مواجهة الإرهاب فى سيناء قد أخذت وقتا طويلا كان بالإمكان اختصاره لو أنها بدأت شاملة و محددة الأهداف والتوقيت الزمنى منذ وقوع الحادث الأول جنوب رفح فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى . ولكن حادث «الجمعة الحزينة» الذى يعتبر هو الأكثر عنفا وصدمة فى تاريخ القوات المسلحة و تاريخ أهالى سيناء خاصة فى مدينتى رفح والشيخ زويد فتح الباب مجددا أمام الاجتهادات أمام ضرورة بدء المواجهة الشاملة بريا وجويا مهما كانت التكلفة فى الأرواح والمعدات ، وذلك بعد أن تعرضت قوات الجيش لموجة من الهجمات بدأت بهجوم متعدد المراحل استمر لعشرين دقيقة على حاجز أمنى بكرم أبو المقاديس شرق العريش راح ضحيته 26 قتيلا و28 مصابا تبعه هجوم آخر شرق الخروبة أدى لمقتل ثلاثة جنود وهجوم بقذائف على معسكر لقوات الأمن بالقرب من مطار العريش الدولى أدى لسقوط مصابين وهجوم رابع على كمين الجورة.
وهو ما دفع مجلس الوزراء على تقديم مشروع بتعديل قانون القضاء العسكري، لإضافة ضمن اختصاصاته قضايا الإرهاب التى تهدد سلامة وأمن البلاد، والتى تتعلق بالاعتداء على منشآت وأفراد القوات المسلحة والشرطة، والمرافق والممتلكات العامة، وإتلاف وقطع الطرق.. عبر الحدود من جانبه يرى الشيخ حسن خلف أن ( رجلا غريبة) قد وفدت إما من اسرائيل أو من قطاع غزة هى التى ارتكبت مجزرة القواديس يوم الجمعة وأن هؤلاء قدموا إلى سيناء عبر الأنفاق أو عبر الحدود المفتوحة مع اسرائيل قبل الحادث بيوم أو يومين مؤكدا أن هؤلاء خاضوا حروبا سابقة وأن خبراتهم مكنتهم من تنفيذ العملية الارهابية الخسيسة وازهاق ارواح عدد كبير من الضباط والجنود . ووفقا لتأكيدات مصادر أمنية فانه تنشط فى سيناء منظمات إرهابية عالمية يصل عددها إلى 24 منظمة ويعرضون الأمن القومى المصرى للخطر، ويبلغ عددالأفراد المنتمين لتلك المنظمات أكثر من 3500 فرد ا, ولا يوجد أى ارتباط بين تلك المنظمات وبعضها البعض، فليس بينها رابط فكرى ويعمل كل منها بشكل منفرد عن الآخر، وكل تلك المنظمات ظهرت فى عهد مبارك , وأنها قد تغير أسمائها وأيضا خريطة تحالفاتها وفقا لمصادر التمويل والتسليح . الحقد على النجاحات «كلما جاء أمل فى المستقبل يأتى عمل إرهابى يحاول إجهاضه والأيام القادمة قد تشهد حوادث إرهابية أخرى, فمن الملاحظ أنه بعد أن تمت السيطرة على إرهاب سيناء خلال الشهور الماضية عاد ليطل بوجهه القبيح بكثافة خلال الشهر الماضى كانت تلك هى كلمات اللواء محيى نوح «خبير عسكرى» حيث أكد أن معدلات تصاعد العمليات الارهابية قد ارتفعت مؤخرا واعتبر أن ذلك يأتى فى اطار الحقد على النجاحات التى حققتها مصر على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية بعد نجاحها فى اظهار حقيقة ثورتها وتوجهاتها الجديدة فى مؤتمر الأممالمتحدة ونجاحها أيضا فى انجاح مؤتمر غزة وتحقيق المصالحة الفلسطينية بالاضافة لمشروع قناة السويس والتفاف الشعب حول الرئيس عبد الفتاح السيسى. ويقول إن التطورات الايجابية على ساحة العمل الوطنى جعلت عداء الارهابيين يتحول الى كراهية المجتمع المصرى كله دون تفرقة بين الجيش والشرطة والمدنيين . ويصف هذه التطورات بالصدمة التى أقلقت تركيا واسرائيل وقطر وكل جماعات الاسلام السياسى الارهابية حول العالم .مؤكدا ان كل ما يجرى هو لصالح اسرائيل . وفيما يتعلق بحادث «الجمعة الحزينة» أبدى نوح اسفه وحزنه العميق ولكنه بثقة المقاتل الفدائى قال: ان قرارات رئيس الجمهورية بعمل منطقة عازلة تأتى فى إطار الاستعداد الجدى كبداية لمواجهة نهائية للقضاء على هذا الارهاب المدمر واتهم نوح كتائب القسام وحماس واسرائيل بتغذية الارهاب فى سيناء بالمال والسلاح والمسلحين بهدف زعزعة الاستقرار فى المنطقة . وحول أفضل سيناريوهات المواجهة قال : لابد من تنسيق التعاون بين الاجهزة المختصة بجمع المعلومات فى القوات المسلحة والشرطة وان تنشط بدرجة قصوى فى جمع المعلومات وتحليلها وأن يمتد نطاق عملها خارج سيناء ومصر وتحقيق مبدأ الضربات الاستباقية. وأيضا تتبع مصادر التمويل المالى للارهابيين وقطع الطريق أمام امدادات السلاح الذى رأينا أنه متطور جدا, مشيرا الى ضرورة التعاون الاعلامى الواعى مع القضية وليس اثارة الشعب أو التهوين من المشكلة .وطالب نوح بطمأنة أهالى سيناء وليس تخويفهم أو اتهامهم بالعمالة للجماعات وسرعة البت فى قضايا الاعتداء على القوات المسلحة والشرطة والمنشآت العامة .وحول ما يقال إنه سيتم اخلاء رفح والشيخ زويد من المدنيين قال: هذا كلام خطير وليس صحيحا تماما وكل ما نطلبه ربما يكون اخلاء منطقة صغيرة على الحدود خاصة تلك المحاذية للانفاق وذلك لمواجهة تهريب السلاح والاشخاص, وعلى العكس من ذلك يجب الحفاظ على السكان هناك خاصة انهم بالفعل يدفعون ثمن تعاونهم مع الجيش والشرطة من ارزاقهم وارواحهم . وختم اللواء نوح كلامه قائلا نحتاج فى هذه المرحلة الى اليد القوية ووحدة الشعب مع الجيش والشرطة , فالخطر الذى نواجهه كدولة وشعب ليس بسيطا ولا محليا فقط . سكان رفح الشيخ خلف يؤكد تعليقا على ما يثار من مطالبات بتهجير سكان رفح والشيخ زويد واخلائهما تمهيدا لمواجهة حاسمة مع الارهاب قائلا : إن الذى يقترح ذلك أناس يجلسون فى المكيفات (كما قال ) فالسكان الموجودين هم الذين أنقذوا الجنود والضباط فى أكثر من موقف كما أنهم هم الذين يقدمون المعلومات عن الارهابيين للقيادات الأمنية مؤكدا أن التكفيريين لا حاضنة لهم ولا أحد يحترمهم فى سيناء بعد الخراب الذى حل على المنطقة بسببهم. وفى رفح قال أحد الأهالى إن «الكثير من مشايخ القبائل تم استهدافهم وتصفيتهم من قبل المسلحين بسبب مساعدتهم للجيش فى إلقاء القبض عليهم ويرى أنه ليس من الحكمة إخراجهم من ديارهم خاصة أنهم عيون للقوات المسلحة على تحركات الارهابيين وأماكن وجودهم . وعن تأخر حسم المواجهة مع الإرهاب فى سيناء قال الشيخ بلال سويلم من الحسنة أنه ربما تكون ظروف الدولة المصرية وما تشهده دول الجوار خلال الأعوام الأخيرة هى التى تمنح الإرهابيين والجماعات المسلحة الفرصة تلو الأخرى لإعادة تسليح نفسها واستعواض خسائرها البشرية والمادية, وارتكاب جرائم جديدة بحق المدنيين والعسكريين على السواء .وربما لأن الأجهزة الأمنية تراعى أهمية الحفاظ على حياة المدنيين العزل لأقصى درجة هى أيضا إحدى أهم أسباب تأخر الحسم مع هؤلاء القتلة الذين تأكدت عمالتهم لأجندات أجنبية هدفها ارهاق الجيش والشرطة ومنع الإستقرار ونزع الهيبة عن مؤسسات الدولة داخليا وخارجيا .ويضيف : ولكن بعد الحادث الأخير أصبح المواطنون على قناعة بضرورة استعجال الحسم بدلا من أن تزيد مطامع الإرهابيين وينتشرون فى أماكن أخرى خارج رفح والشيخ زويد .