لن يمكنك توقع الجديد فى عالم الفنان التشكيلى وجيه يسي, هو عالم متجدد يباغتك بالجديد كلما ظننت أنك أحطت عالمه بعينيك الواسعتين. بين معرض وآخر يتغير البطل الرئيسى ليدفع الملل بعيداً عن أعين محبى فنه الراقي. فى معرضه السابق العزف بالألوان 2 والذى أقيم فى جاليرى دروب فى أبريل الماضى كان راقص المولوية مسيطراً على المشهد- رغم تعدده. ببراعة اتخذ يسى من طقس المولوية الصوفى موضوعاً محفزاً على خلق لوحات زيتية مغايرة حيث ضربات الفرشاة السريعة منحت لوحاته ثراءً وحركة متدفقة. "وجدت نهراً" هو عنوان معرضه الجديد الذى سيفتتح مساء الأحد المقبل فى جاليرى آرت كورنر بالزمالك حيث يشهد تحولا مثيراً وثريا كالمعتاد فى المشهد حيث تحتل عناصر الطبيعة موقع البطل هذه المرة :هى مشاهد قد يمر بها الفنان سريعاً أثناء تجواله فى مكان إقامته بتورنتو-كندا، حيث يقيم الفنان منذ سبعة وعشرين عاماً. إحدى اللوحات المائية الرائعة فى معرضه الجديد يحدق النظر بك ثور وحيد-إنه يجذبك برقة إلى عالمه البرى الغامض –ذلك العالم الذى افتقدنا التواصل معه. فى معظم لوحات معرضه الجديد هنا كحوار مابين زوجين من البقر، الثيران، سرطان البحر، حواريحتاج وقتا طويلا لسبر غوره. فى لوحات أخرى ستقضى دقائق فى تأمل المشهد الطبيعى قبل أن تلتقط عينيك ملامح حصان شارد إلى عمق اللوحة يتطلع بفضول إلى وجهك بتعجب- ربما لاقتحامك عالمه الخاص. يبتسم يسى بثقة حينما أساله عن تحوله اللافت من سكون البورترية إلى الحركة ومن التعبيرية إلى التجريد: "لايحدث التحول بشكل مفاجيء عادة، يمكنك أن تلاحظى محاولاتى للخروج من السكون إلى الحركة فى معارضى السابقة – ولكن ربما استطعت فى المعرض الجديد التحرر بدرجة أكبر". ويضيف: "لا أهتم كثيرا بالموضوع- فافتنانى بالمولوية - مثلا- ليس افتنان بالموضوع فى حد ذاته بقدر ماهو افتنان بالحركة واللون- لقد منحنى الموضوع ببساطة حساً صوفياً موازيا وحرية لا محدودة للعب بالألوان وخلق رؤيتى الخاصة". يعد يسي، وهو من مواليد القاهرة عام 1956، من رواد فن البورتريه فهو من الفنانين الذين برعوا فى فن البورترية التعبيرى باستخدام الألوان المائية وألوان الزيت وتعد معارضه سيمفونية متنوعة تجمع مابين البورترية والطبيعة الصامتة. يجد يسي، وهو من الفنانين القلائل فى مصر الذين برعوا فى التصوير باستخدام الألوان المائية، متعة خاصة فيرسم البورترية التعبيري، حيث يحمل بداخله عشقاً وتسامحاً جميلاً مع كل البشر-ويبدو أن الوجوه المغايرة تثير فضولاً بداخله حيث يعتبرها فى أحيان كثيرة تمرين يومى فى مرسمه بالرحاب حيث يستقبل أصدقائه من الفنانين من مختلف الأجيال. ويضيف: "لا يمكن أن نعتبر البورترية أو الطبيعة الصامتة من الفنون الكلاسيكية، كما قد يعتقد البعض، إن الأمر كله يعود للفنان وطريقة رؤيته لموضوع اللوحة وروحه التى يبثها فيها".