سجلت الساعات الأولى من الانتخابات التشريعية فى تونس امس إقبالا لافتا ، وحمل اقبال الناخبين على الاقتراع لانتخاب برلمان من 217 نائبا من بين 1327 قائمة حزبية وائتلافية ومستقلة رسالة تحد فى مواجهة الإرهاب الذى اطل شبحه على البلاد قبيل الاقتراع بأيام معدودة. وقد جرت الانتخابات أمس وسط اجراءات أمنية مشددة شارك فيها نحو 80 ألف شرطى وجندى وتحت ملاحظة كثيفة من المجتمعين المدنى المحلى والدولى . وينتظر الإعلان عن النتائج المبدئية الكاملة مساء الأربعاء أو صباح الخميس على أقصى تقدير. وقال فتحى معمر رئيس شبكة القطب المدنى لملاحظة الانتخابات ( 2300ملاحظا) ل» الأهرام»: إن الاقبال فى انحاء البلاد بشكل عام جيد . لكنه اشار الى انتهاكات محدودة للصمت الانتخابى بممارسة الدعاية والى محاولة لاقتحام مكتب انتخابى فى معتمدية « الحمة « بولاية قابس جنوبى البلاد. وقد تجول موفد «الأهرام « منذ فتح مراكز الاقتراع فى الساعة السابعة صباحا بتوقيت تونس على ثلاثة مراكز ، وأبلغنا رئيس المركز « نور الدين الجويني» بأن اقبال الناخبين كان فى الساعة الأولى لانتخابات 2011 أكثر كثافة . لكن صفوف الناخبين امتدت امام مركز اقتراع «نهج الهند» لامتار طويلة منذ الصباح الباكر . ويقع المركز فى دائرة (تونس 1 ) حيث تتنافس قائمة لحزب النهضة الإسلامى التى يرأسها وزير العدل الاسبق « نور الدين البحيري» مع قائمة نداء تونس برئاسة القيادى « رؤوف العيادى» ، فضلا عن قوائم اخرى يتصدرها قائمة الجبهة الشعبية اليسارية برئاسة القيادى « أحمد الصديق». وانتقل « الأهرام» الى عدد من مراكز الاقتراع فى مدينة « شبارو» بمنطقة وادى الليل بولاية منوبة غربى العاصمة ،وحيث خطفت عملية حصار الارهابيين فى فى احد المنازل انظار التونسيين لاكثر من اربع وعشرين ساعة بين يومى الخميس والجمعة الماضيين .وقال لنا توفيق اليعقوبى رئيس مركز «حى النجاة » فى شبارو :« الناس هنا خرجت للتصويت مبكرا فى رسالة تحد للارهاب والارهابيين». وأضاف : «الاقبال فى الساعات الأولى للتصويت اكثر كثافة من عام 2011»، مؤكدا توافر الأمن بالمنطقة . ومن جانب اخر، قال مهدى جمعة رئيس الوزراء للصحفيين أمس إن الوضع الأمنى مستتب ولم تسجل احداث عنف ، و إن انظار العالم تتجه الى تونس فى هذ اليوم التاريخى « وأضاف:» التونسيون يصنعون مصيرهم بأيديهم « . ويبلغ عدد الناخبين المسجلين وفق آخر الارقام الرسمية 4,9 مليون ناخب يتوزعون على اكثر من عشرة آلاف مكتب إقتراع داخل تونس ونحو 400 خارجها . ويشرف على العملية الانتخابية بها نحو 60 ألفا . فيما يقدر عدد الملاحظين وفق اخر الاحصاءات نحو 22 ألفا . ويتقدم السباق وفق تقديرات المراقبين حزبا «النهضة « الاسلامى برئاسة راشد الغنوشى و» نداء تونس « برئاسة البورقيبى « الباجى قائد السبسى «. ويأتى بعد هذين الحزبين بمسافة أحزاب يسارية أبرزها إئتلاف «الجبهة الشعبية « برئاسة حمة الهمامى وأخرى لرجال نظام حكم بن على . وقد اعلنت الهيئة المشرفة على الانتخابات خلال المؤتمر الصحفى عن ان النسبة الاجمالية للناخبين الذين ادلوا باصواتهم بعد اليوم الثانى أمس الأول ( السبت ) للاقتراع خارج البلاد ( فى ست دوائر ) لم تتجاوز الثمانية عشرة فى المائة ، علما بان التصويت فى الخارج استمر ثلاثة ايام انتهاءا بأمس .