عاد الرئيس حسني مبارك إلي مصر والمصريين وقد من الله عليه بالشفاء من العارض الصحي الذي ألم به, وهو يوم مختلف عما سبقه من الأيام. فقد اعتاد المصريون وجود الرئيس بينهم في شئون حياتهم اليومية, يتطلعون إليه في كل موقف وفي كل أزمة.. بل وفي كل حوار يتناول شأنا من شئون الوطن.. ينتظرون قراره في كل اختلاف, ويتوقعون إنصافه البسطاء من الناس في كل قضية, فعند الرئيس تتجلي مصلحة الوطن كله, ومصالح المصريين جميعا, حيث يتطلعون إليه كلما ألمت بالمنطقة من حولهم أزمة أو اضطراب يمس مصالحهم ويستثير همومهم. سنوات جمعت بين الرئيس وبين المواطنين المصريين, علي طريق طويل من العمل والأمل في غد أفضل للجميع ممن يعيشون علي أرض هذا الوطن, سنوات أوجدت ودعمت صلات لم تنقطع يوما اقترب فيها الرئيس من هموم كل أسرة مصرية, وامتزج بهموم الوطن وآماله, واقترب فيها المصريون كثيرا من عمق رؤيته وآفاق تطلعاته لمصر دولة عزيزة قوية آمنة مستقرة تبني بغير تردد مستقبل الأجيال وتغالب مشكلات السنين الطويلة. عاد الرئيس مبارك إلي أرض مصر صحيحا معافي بدعوات ملايين المصريين أن يعود فيستكمل بهم ولهم مسيرة إنجاز لم تتوقف, فلا تزال الآمال العظيمة تحدو خطي المصريين تحت قيادته نحو مستقبل آمن لهم ولأبنائهم من بعدهم. وحين يعود الرئيس إلي مواطنيه تتصل حلقات الأمس بحلقات اليوم والغد في ملحمة بناء من أجل شعب وفي لقيادته, ممتن لمسيرته, ولسنوات العمر التي أنفقها في خدمة مصر حربا وسلاما. وحين تشرق شمس اليوم فإنها تبدد سحب القلق التي ظللت حياة المصريين طوال أيام مضت, وتدفع روحا جديدة في مسيرة الحياة في هذا الوطن. وفي مثل هذا اليوم الذي يجمعنا نحن المصريين بمختلف فئاتنا وانتماءاتنا مع زعيم كانت ومازالت أياديه بيضاء ماثلة علي كل شبر في أرض مصر, فإن الأمل يتجدد في غد أفضل, نستعد فيه لاستكمال الرحلة التي بدأت معه لبلوغ أهداف تعاهدنا معا علي تحقيقها. لقد تجاوزنا كثيرا من المشكلات التي عطلت طاقاتنا, وبلغنا معه أفق الانطلاق وعبور عقبات التنمية. ومازالت هناك مشكلات تحتاج منا إلي رؤيته التي رافقتنا, وتحتاج منا للمزيد من الجهد والعمل والعرق. إننا نحتاج في مواجهة هذه المشكلات عمق رؤيته وصراحته, وإخلاصه لقضايا وطنه, وصبره علي سلوكيات البعض منا. ونحتاج إلي أن نطمئن علي وجوده معنا, يسدد خطانا ويتقدم مسيرتنا, ويحفظ لنا أمننا وسلامتنا في منطقة تحلقت بها الاضطرابات من كل جانب, فنحن سعداء بعودته صماما للحرية التي عشناها معه وضوءا ينير طريقنا إلي حيث توجد مصالح أمتنا. عاد مبارك إلي مصر بدعاء المصريين وبسابق عطائه لهم وبذلك الحب الذي أحاطه به أبناء هذا البلد اعترافا بكل الذي قام به من أجلهم.. حمدا لله علي سلامتك عبارة ود نابعة, من القلب يقولها كل مصري للرئيس. المزيد من مقالات أسامه سرايا