مشكلة مزعجة لأى مسئول إن أبسط مواطن الأن يستطيع التقاط صورة ما بتليفونه المحمول عن أى وضع سىء ثم ينشرها على صفحات الفيس بوك فتصير فى الصباح التالى فضيحة قد تطيح بهذا المسئول من منصبه .. لكنها فى الواقع أحدى مشيئات الله التى قدرها لفضح هؤلاء المسئولين الذين أنعدمت ضمائرهم وأستعذبوا جلوسهم على كراسى المسئولية وهم لايحملون هم خدمة المواطنين ،بل أستهانوا بالناس وشعروا بالأستعلاء عليهم ، حتى وصل الأمر بهم لكراهية هؤلاء البسطاء متناسين أن الله يختبرهم من خلال تلك المناصب . ولأن لله دائما مشيئة تختلف عما يفكر فيه عباده فقد قدر أن يتجه أغلب الشعب المصرى العظيم من التسلى بمختلف الألعاب على تليفونه المحمول إلى أن يعمل كل مواطن كصحفى حر ، يلتقط صورة أو فيديو ويكتب رأيه بحرية على صفحته ويشاركه الرأى والحوار قراء هم فى الواقع أصدقاء له يعانون نفس الضغوط والمشكلات . إذن نحن على موعد مع صحافة من نوع جديد خلقها الناس بوعيهم ويباشرون العمل فيها ليل نهار دون أجر. وهذه النوعية من الصحافة هى الأصدق طبعا وهى التى ستبقى وستأكل كل مدارس الصحافة القديمة التى تعمد أحيانا لتزييف الحقائق وخداع القراء . لن يستطيع أى مسئول بعد الأن مهما بلغت به البراعة فى الكذب أن يقول شيئا لا يفعله ، أو يدعى عملا ليس هو صاحبه . المواطنون يرصدون بكاميراتهم فى كل مكان التقصير والأهمال والمعاملة السيئة والتلوث والحوادث وغير ذلك من أوجه المساوىء التى نعيش فيها بسبب أنعدام الضمير . وليس هناك مخرج من مصائد هذه الصحافة الجديدة المحترمة سوى بالعمل الجاد ، أى وزير يجب أن يكون بين الناس ليحل بنفسه مشكلاتهم ويصرف هؤلاء الذين يرافقوه كظله ليمنعوا عنه أى شكوى من الممكن أن يخبره بها المواطنون . ضباط الداخلية الكبار يجب أن ينزلوا للشوارع ليراقبوا ما يحدث في الشارع المصري من تجاوزات.. مديرو المستشفيات الحكومية والخاصة يراقبوا أعمال الأطباء ويشرفوا بأنفسهم على الحالات ليتأكدوا من سير العمل على وجه طيب . كل مسئول يجب ألا يجلس على مكتبه مستريح بينما المواطن يرصد ويسجل .. كنا قديما نقول للمسئولين : أتقوا شر دعوة المظلوم ، أما الان سنقول : أتقوا شر كاميرات المواطنين ..