من قلب عروس البحر الأبيض المتوسط نسمع آهات سلوى حزنا على ابنها الوحيد الذى يهاجمه المرض بضربات فجائية متتالية.. فهى سيدة تقترب من سن الستين.. وتعمل اخصائية اجتماعية فى احدى الهيئات الحكومية، وابنها يدعى حامد وهو فى أوائل الثلاثين من عمره.. وبدأت حكايته مع المرض منذ ست سنوات بعد زواجه بشهور قليلة بشعوره بعدم الاتزان، وتنميل فى الأطراف، وزيادة حركة الجفون بطريقة لا إرادية، وتم عرضه على بعض الأطباء فى تخصصات مختلفة كالرمد، والأنف والأذن ولكن دون جدوى وأخذت حالته فى التدهور، فطرقت سلوى عيادة المخ والأعصاب، وخضع لإجراء بعض الفحوص والأشعات المقطعية التى بينت أنه مصاب بمرض التصلب المتناثر (M.S). ويحتاج إلى حقن كورتيزون وأدوية باهظة الثمن يتعدى ثمنها ستة آلاف جنيه شهريا، وليس باستطاعته تدبير هذا المبلغ على الاطلاق، حيث أنه كان يعمل بعقد مؤقت، ولم يستمر فيه نظرا لاصابته بهذا المرض اللعين الذى يهاجمه بين الحين والآخر ويقضى على حياته وهو فى عز شبابه كما أن لديه طفلا فى سن الخامسة.. أما سلوى والدته فتقف مكتوفة الايدى عاجزة أمام حالته فراتبها بسيط، وزوجها مسن ويعانى أمراضا عديدة ومعاشه ضئيل جداً. إيناس الجندى