سنابك الخيل الجامح تدك أيام المجد العظيم. راكضة، تعدو مخلّفة من ورائها غبار أبيض كثيف. ترمح مثل أفراس الفتوحات. حوافرها تشدو فى قلب المضمار أنشودة عز. صهيلها لحن تعرفه الجبال والوديان الخضراء. خيول برية أصيلة، طباعها أبية.. تنطلق بحرية رافعة جبهتها وكأنها على موعد مع الشمس. كلما مر مسرعاً، تتعالى صيحات الجماهير أمام فارس شجاع يمتطى بمفرده أحد عشر خيلاً.. ليكشف عن ماضى عريق للمجر فى تاريخ الفروسية. فقد لعبت الخيول دوراً مهماً منذ أن وصل الأسلاف من سهول اللآورال على ظهورها، وارتعدت أوروبا لسنين من النبال المجرية. عُرف الفارس المجري بأنه أشجع وأقوى المقاتلين قبل أكثر من ألف عام. هو الذى ابتدع سلاح الفرسان الخفيف سريع الحركة فى مقابل الفارس الأوروبى التقليدى المثقل بالأسلحة والدروع. لذلك قام العثمانيون خلال فترة حكمهم لدولة المجر وأجزاء من النمسا (مائة وخمسين عامًا) بالقضاءعلى خيول دولة المجر بالكامل. ما بين الإثارة والتشويق، تصاحب عروض الخيل موسيقى شعبية تتنسم فيها رائحة الريف الأوروبى القديم. المشهد كله يتصدره فارس نبيل بملابسه الفلكلورية.. يكشف عن لغة حب مشتركة تجمعه بجواده. مشهد يعيد للذاكرة صورة فارس الحكايات والأساطير.. شيمته الإباء والكبرياء.. يموت متى أراد وكيف شاء.