ولم تنتج اللغة تعبيراً أسوأ من « أنا مش إخوان بس ..» ، ولم تضع ثورة يناير ويتطاول عليها اللى يسوى واللى مايسواش إلا بتحويل الإرهابيين إلى ثوار ! الانتصار لثورة يناير لا يمكن أن يكون بتأييدك لجماعة خانت ثورتك من البداية ورفضت المشاركة فيها ، الثورة ضد عصر مبارك لا يمكن أن تكتمل بوضع يدك فى يد الجماعة التى ضمنت له البقاء طويلاً ، فقد كان مبارك والإخوان زى السمن على العسل الأبيض ، وإياك أن تصدق قصص وحودايت اعتقالهم فى عهده !،فقد كانوا يلعبون الكرة فى سجن المزرعة بينما تتضخم أموالهم فى الخارج بالصورة التى شاهدناها مع وصول مرسى وظهور خيرت الشاطر كمليونير يفتتح سلاسل السوبر ماركت ،وشاهدناها فى حملات انتخابية تكلفت الملايين ، ووقفنا نتساءل يومها بسذاجة : من أين جاءتهم كل هذه الأموال ؟! لم يحدث صدام مطلقاً بل حب وحنان ومودة وتبادل مصالح جعلت المرشد الثامن محمد بديع يصف مبارك مرة بالأب الطيب ، وجعلت المرشد السابع مهدى عاكف يهلل للتوريث ، وكان رجال مبارك يتبادلون مقاعد مجلس الشعب مع قيادات الجماعة فى لعبة سياسية كسرت قواعدها وحطمت أحلامها ثورة يناير التى تدهسها بقدمك اليوم . الصراع على رأس المال فقط هو الذى أحدث صداماً بين مبارك والجماعة عام 1995 فقد تضخمت ثرواتهم وأصبحوا خطراً يهدد أباطرة المال فى جناح جمال مبارك وتم إغلاق 72 شركة مما يمتلكون فى مجالات السيارات والملابس والأثاث وغيرها ، فصدرت بحقهم محاكمات عسكرية مُضحكة وتم اعتقالهم بصورة مُضحكة أيضاً ، يحكى محمد حبيب فى مذكراته وكان نائباً للمرشد مهدى عاكف كيف تم فتح باب العنابر فى سجن المزرعة فى تلك الفترة ليمارس قادة الإخوان الرياضة ويشكلوا فرقاً لكرة القدم ويقيموا مسابقات فى تنس الطاولة !، وقد كنا نظن الاعتقال تعذيباً وحرماناً وليس مباراة يلعبها النظام مع تيار الإسلام السياسى الذى ضحك علينا وسرق ثورة يناير !، وها أنت تلعب معه متناسياً انه ثعلب الأمس الذى تحول إلى مجرم وقاتل اليوم ، ومتصوراً نفسك ضد عصر مبارك ورجاله الذين يظهرون الآن ،وما ظهورهم إلا بسبب بقاء قادة الجماعة ومشايخ القتل والمؤامرات وبيع الأوطان والدم الذين صنعوا دولة مبارك ويهدون دولتنا الجديدة وتهلل أنت لهم ومعهم! ، تلك الوجوه الكالحة التى صنعت دولة مبارك وتحولت إلى ذئاب مفترسة بعد الثورة هى أزمتنا ، تخلصوا منهم وانفضوا أيديكم منهم واتركوا لنا مهمة القضاء على بقايا دولة مبارك.