رفضت هيئة الأركان التركية الرد أو التعليق على موافقة حكومة العدالة والتنمية على انتقال قوات "البشمركة" الكردية إلى مدينة "عين العرب" السورية عبر الأراضى التركية. وطالبت هيئة الأركان بتوجيه الأسئلة ذات الصلة إلى وزارة الخارجية ، وهو ما ألمحت وسائل الإعلام التركية إلى أن مؤشرات على توتر بين الحكومة والجيش. وأكدت صحيفة "آيدنليك" من أن الجيش يعلم جيدا أن الاهتمام الغربى بمدينة "عين العرب" الهدف منه ليس إنقاذها من تنظيم داعش، وإنما هى محاولة امريكية –غربية لقيام كردستان فى شمال سوريا، ومن ثم فتح ممر كردى إلى منطقة البحر المتوسط، بالإضافة إلى سيناريو لإعادة رسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط. ودللت الصحيفة على ذلك بقيام الولاياتالمتحدة بإسقاط إمدادات عسكرية جوية لمقاتلى حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى وتبادل المعلومات المخابراتية، فضلا عن قيام بريطانيا بتدريب قوات البشمركة، وكلها مؤشرات تصب فى هذا الاتجاه، وما يعزز هذه النظرية إعلان إسرائيل دعمها لقيام كردستان الكبرى فى المنطقة. كما وصفت "الصحيفة التركية سياسة الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته بأنها سطحية وقصيرة المدى. وقالت أن إذعان إردوغان لضغوط الرئيس الأمريكى باراك أوباما وموافقته الفورية على إرسال إمدادات عسكرية جوية وعبور قوات كردية إلى عين العرب هدم خطط هيئة الأركان التى طرحتها للوفد الأمريكى الذى زار أنقرة خلال الفترة القريبة الماضية. وعلى الصعيد نفسه، نقلت صحيفة "ميلليت" عن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو تأكيده على أن المشاورات ما زالت مستمرة بشأن عبور القوات الكردية إلى عين العرب عبر الأراضى التركية، وهو ما ينفى الأنباء التى ترددت حول بدء هذا العبور، مضيفا أن الهدف من مسألة العبور إنسانى ولوجيستى للعمل على استقرار الوضع فى مدينة عين العرب. وقال وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو إن الاتصالات مستمرة مع أجهزة الأمن والمخابرات لتحديد مواقع وتاريخ عبور تلك القوات، مؤكدا أن بلاده لم تشهد أى تغير فى سياستها بالموضوع. ومن جانب آخر، نظم أنصار منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية مظاهرة مساء أمس الأول، فى بلدة نصيبن التابعة لمدينة ماردين جنوب شرق تركيا، احتجاجا على الأحداث الجارية فى عين العرب وضد سياسة الحكومة التركية بسبب عدم تدخلها وتأخيرها فى اتخاذ قرار مساعدة الشعب الكردي. وذكرت شبكة سى إن إن تورك أن المتظاهرين أحرقوا اطارات السيارت وسط شوارع البلدة لعرقلة حركة المرور السيارات، كما أشعلوا النيران فى سيارة أحد المواطنيين وسط الشارع كونه لا يتحدث اللغة الكردية ثم لاذوا بالفرار على إثر تدخل قوات الشرطة التى استخدمت القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه.