لم أنس وانا اكتب عن رموز حرب اكتوبر وشهداء قواتنا المسلحة الفريق محمد فوزى والفريق عبدالغنى الجمسى فكلا الرجلين اكبر من النسيان، وقد كان لكل واحد منهما دوره فى اعادة بناء قواتنا المسلحة وحرب الاستنزاف وانتصار اكتوبر وكان محمد فوزى قائدا عسكريا من طراز رفيع استطاع خلال فترة قصيرة وفى نهاية حكم الزعيم الراحل عبد الناصر ان يجعل الجيش المصرى يتجاوز محنته فى نكسة 67 وان يستعيد قدراته تسليحا وتدريبا والتزاما وان يكون ذلك بداية الإعداد لحرب اكتوبر .. اما الفريق الجمسى فقد كان شرفا للعسكرية المصرية وهو قائد للعمليات فى حرب اكتوبر ثم وزيرا للدفاع بعد ذلك والجمسى كان عقلية عسكرية فريدة يشهد بذلك من كتبوا عن حرب اكتوبر ومن اقتربوا منه فى مشواره العسكرى مقاتلا وقائدا .. وهذه النماذج الرفيعة هى التى تعطى للحياة بهاء وجلالا وروعة وهؤلاء الرجال الذين قدموا حياتهم فداء لهذا الوطن يستحقون دائما ان يكونوا فى الصدارة وللاسف اننى كنت اتابع تغطية الاعلام المصرى لذكرى حرب اكتوبر وغابت اسماء كثيرة عن الذاكرة المصرية .. ان الازمة الحقيقية لهذا النصر العظيم انه ظل ثلاثين عاما من حق شخص واحد وكأن الدماء التى سالت والشهداء الذين رحلوا لم يقدموا شيئا لهذا الوطن .. لقد انسحبت هذه الرموز طوال السنوات الماضية ورضيت ان تبقى فى الظل بعيدا عن صخب الاعلام وسرقة الاضواء والاعتداء على اصحاب الادوار الحقيقية وكنا كل عام نشهد صورة واحدة فى احتفالات اكتوبر لا تتغير وكان هذا اعتداء صارخا على قدسية التاريخ .. لقد سقطت فى رحلة النسيان اسماء كثيرة ابتداء بالجنود البواسل وانتهاء بالقادة العظام .. وإذا كانت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة قد قدمت افلاما تسجيلية عن عدد من ابطال حرب اكتوبر فإننى على ثقة انها سوف تستكمل هذه السلسلة من الأفلام عن اسماء اخرى تاهت من الذاكرة منهم الجنود والقادة لأن هذا ابسط الأشياء التى يمكن ان نقدمها لمن ماتوا فداء لهذا الوطن . لمزيد من مقالات فاروق جويدة