إذا كنت أحد مسلحى تنظيم داعش وترغب فى العودة إلى بلادك دون عقاب ودون أن تتعرض للسجن.. اذهب إلى الدنمارك! هذا هو الشعار الذى رفعته الدنمارك فى تعاملها مع التكفيريين العائدين إلى بلادهم بعد انضمامهم لفترة لتنظيم داعش فى سبيل خضوعهم لعلاج نفسى مجانى وتوفير وظائف لهم أو تسجيلهم بمدارس أو جامعات، حتى يعيدوا تنظيم حياتهم واندماجهم الصحيح داخل مجتمعهم. وآخر من يجرى تطبيق هذه الخطة عليه هو مواطن دنماركى يدعى طلحة يبلغ من العمر 21 عاما. وينتمى طلحة لأسرة مسلمة معتدلة تنحدر من الشرق الأوسط ومقيمة فى بلدة صغيرة تدعى آرهاوس، وانضم لداعش لمدة 9 أشهر قبل عودته للدنمارك فى أكتوبر الماضي. ورغم عودته منذ عام تقريبا، فإنه ما زال حتى الآن يحلم بالحياة فى ظل دولة الخلافة ويؤيد قتل الجنود العراقيين والسوريين، إلا أنه يزعم رفضه لعمليات قتل الرهائن الأجانب. ولذلك، ورغم الانتقادات المثارة ضد هذا النهج، لكن مسئولى الدنمارك يؤكدون أن تنفيذ عقوبة ضد هؤلاء العائدين يعد جريمة عنصرية وتماثل فى فداحتها ضم هؤلاء الشباب إلى الجماعات المسلحة التكفيرية. ويطالب المسئولون بالتالى بأن يصبح هذا النهج نموذجا متبعا فى الولاياتالمتحدة وأوروبا التى تسعى جاهدة للوصول إلى أسلوب واضح فى التعامل مع هؤلاء العائدين، ويدافعون عن رأيهم بأن تربيتهم فى كنف دول مسلمة ليس السبب، بل إن السبب عيشهم فى بيئة يملؤها العنف، حيِث أن طلحة مثل كثيرين يقيم فى منطقة تتجمع فيها الأسر المهاجرة عادة وتزيد بها البطالة عن عدد المقيمين بها، وبالتالى ارتفعت بها حجم الجريمة إلى الحد الذى يدفع سيارات الإسعاف إلى الاستعانة بسيارات الشرطة عند توجهها إلى هذه المنطقة. وفى المقابل، فإن الكثيرين ما زالوا لا يتقبلون هذا النهج من جانب السلطات، بل يرونه يزيد من خطورة هؤلاء الشباب، فيطالب الكثير من المعارضين خاصة فى أوروبا بسن قوانين جديدة تجرم العائدين بتهم الخيانة. وبالفعل، انطلقت صيحات الاستهجان من حزب الشعب الدنماركى المعارض وثالث أقوى حزب فى البلاد، مؤكدا أن المشكلة تكمن فى الإسلام ذاته بزعم أنه دين متطرف. وفى أنقرة، كشفت صحيفة راديكال التركية عن وجود أزمة دبلوماسية بين كوبنهاجن وأنقرة إثر إطلاق أجهزة الأمن التركية سراح المشتبه فى تنفيذه لعملية الهجوم المسلح التى استهدفت الصحفى والكاتب الدنماركى لارس هيديجارد لانتقاداته الشديدة ضد الدين الإسلامى والمسلمين فى الثامن من الشهر الحالى بعد ستة أيام من اعتقاله فى مطار أتاتورك الدولى باسطنبول.