منذ سنوات قليلة حذر العالم المصري العالمي الدكتور فاروق الباز مدير مركز ابحاث الفضاء بالولايات المتحدةالامريكية من تآكل الرقعة الزراعية في مصر بعد60 عاما مالم يتم وقف الاعتداءات المستمرة عليها. وهو الامر الذي تنبهت اليه الدولة وحاربت الحكومة هذه التعديات للحد من العشوائيات عن طريق تنفيذ عشرات الالاف من قرارات الازالة عن طريق الاجهزة الحكومية والمحليات. واذا كان هذا الامر يعتبر توجها محمودا فان الحكومة نفسها وقعت في تناقض خطير عندما سمحت لوزارة التجارة والصناعة باتخاذ اجراءات تبوير58 فدانا من اجود الاراضي الزراعية الواقعة بحوض الحجازي التابع لجمعية قرية سرسق للاصلاح الزراعي بمركز طلخا.. تقع علي طريق المنصورة جمصة الجديد وعلي مسافة نحو كيلو متر واحد من مدينة المنصورة عاصمة المحافظة وذلك لاقامة مول تجاري ضخم بحجة تنشيط التجارة الداخلية بالمحافظة. فقد فوجئ أصحاب هذه الاراضي وجميعهم من قرية جوجر مركز طلخا في اغسطس الماضي بمجموعة من قيادات مديرية الزراعة والمحليات تطلب منهم حضور اجتماع بجمعية سرسق الزراعية وطلبوا منهم خلال الاجتماع بيع اراضيهم الزراعية وعرضوا اسعارا مضاعفة ثمنا لهذه الارض وأمام هذا الاغراء قام أغلب اصحاب الاراضي ببيع اراضيهم لصالح شركة الصالحية التابعة لوزارة التجارة والصناعة وبنك الاستثمار القومي وتم تحرير عقود فيما بين الطرفين تضمنت تسليم باقي ثمن الارض خلال شهرين. كما تضمنت شرطا جزائيا قدره100 الف جنيه في حالة الرجوع في البيع. ولكن بدء تنفيذ هذا المشروع توقف حتي الآن بسبب رفض إثنين من اصحاب هذه الاراضي البيع هما المواطنان عبدالعزيز الشربيني وجمال زكي عمارة والبالغ مساحتها فدانين ونصف الفدان.. قال عبدالعزيز الشربيني ان الشركة عرضت عليه من خلال مندوبها بالزراعة والسماسرة مبالغ وصلت الي اضعاف مضاعفة ثمنا لارضه ولكنه لا يزال يرفض البيع. ويضيف ابراهيم رشدي احد البائعين: أن البداية شهدت تعتيما كبيرا حول هوية المشروع المزمع اقامته علي هذه الارض مما جعل اهالي جوجر يتوجسون خيفة في بادئ الامر حيث اخبرهم بعض المسئولين بالزراعة والمحليات ان المشروع غير معروف الهوية. وتساءل الاهالي: وقتها اذا كانت الدولة جادة في تنفيذ مشروع يتبعها فلماذا لم تعلن عن ماهيته ومضمونه.. ولماذا يتم اختيار هذه الرقعة الزراعية لاقامته في الوقت الذي توجد فيه مساحات كثيرة بامتداد جمصة وهي اراض صحراوية حتي يخرج الناس من حالة الخوف والقلق والبلبلة التي كانوا يعيشونها. محافظ الدقهلية اللواء سمير سلام اكد أن مشروع المول التجاري تجري اتخاذ اجراءات اقامته بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة والتجارة الداخلية بالمحافظة.. وأن اصحاب الاراضي قاموا ببيعها لشركة الصالحية طواعية واختيارا باسعار تفوق ثمنها الحقيقي بكثير وهي احدي الشركات التابعة لبنك الاستثمار القومي.