فى إطار حالة الذعر التى تجتاح معظم دول العالم بسبب تفشى فيروس «الإيبولا» القاتل ، انضمت منظمة الإغاثة الدولية البريطانية «أوكسفام» إلى قائمة المنظمات والدول المحذرة من خطورة انتشار هذا الوباء . وخاصة مع قرب حلول فصل الشتاء، إذ دعت القادة الأوروبيين فى بيان لها أمس إلى بذل مزيد من الجهود لتجنب ما وصفته ب»أخطر كارثة إنسانية يشهدها هذا الجيل». وطالبت المنظمة البريطانية غير الحكومية التى تعمل فى الدولتين الأكثر تضرراً من المرض - وهما ليبيريا وسيراليون - القادة الأوروبيين خلال اجتماعهم المقرر فى لوكسمبورج - يومى الخميس والجمعة المقبلين - بعمل المزيد من الجهد لمواجهة هذا الوباء المنتشر ، مشددة على ضرورة التواجد العسكرى المتزايد لتقديم الدعم اللوجيستى وتوفير المزيد من الدعم المالى والكوادر الطبية لدول غرب أفريقيا لمساعدتها فى احتواء تفشى هذا الوباء وتجنب «أخطر كارثة إنسانية فى جيلنا»، ومؤكدة أنها لا تطالب بالتدخل العسكرى إلا فى حالات نادرة جدا. وقال مارك جولدرينج رئيس المنظمة فى بيان إن «حجم الاحتياجات اللازمة لمواجهة انتشار الفيروس غير مسبوق، لكننا لن نسمح للإيبولا أن تشل حركتنا خوفاً.. أما الدول التى تقاعست عن إرسال قواتها وفرقها الطبية للدول المتضررة من الفيروس مع الامتناع عن تقديم تمويل كاف لها فهى مهددة بأن تشهد خسائر فى الأرواح». وفى محاولة لتهدئة الرأى العام الأمريكى بعد تشخيص ثلاث حالات إصابة بالإيبولا فى الولاياتالمتحدة ومتابعة أكثر من مائة حالة إصابة محتملة ، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطابه الإذاعى الأسبوعى إن الأمريكيين لا يمكن أن يستسلموا ل«الهيستيريا» أو الخوف بشأن انتشار هذا الفيروس. وأكد أوباما مجدداً أنه لا يعتزم الانضمام إلى مطالب بعض المشرعين الأمريكيين بفرض حظر على المسافرين القادمين من ليبيريا وسيراليون وغينيا وهى الدول الأشد نكبة بالمرض والتى لقى فيها أكثر من 4500 شخص حتفهم منذ مارس الماضى ، مشيراً إلى أن أى محاولة لعزل منطقة بأكملها عن العالم قد يجعل الوضع فى واقع الأمر أكثر سوءا. وفى الإطار نفسه، نقلت وكالة «بلومبيرج» للأنباء أمس عن اثنين من أعضاء الكونجرس الأمريكى ومسئول فى البيت الأبيض قولهم إن الرئيس باراك أوباما يستعد لمطالبة الكونجرس بتمويل إضافى لمكافحة فيروس الإيبولا. وقال المسئولان اللذان رفضا ذكر اسمهما إن أوباما قد يتقدم بالطلب أوائل الأسبوع القادم بينما امتنعا عن الإفصاح عن مبلغ التمويل الإضافى الذى سيطلبه الرئيس الأمريكي. وعلى صعيد الإجراءات الاحترازية التى تتخذها دول العالم لمنع دخول الإيبولا أراضيها، بدأت فرنسا تطبيق إجراءات مراقبة المسافرين القادمين من دول غرب أفريقيا ، يأتى ذلك فى الوقت الذى رفضت فيه وزارة الصحة الإدلاء بأى تعليق بشأن وجود حالات إصابة بالإيبولا مؤكدة أنها ستبلغ السكان على الفور فى حالة التأكد من ذلك. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن السلطات الفرنسية نقلت امراة فى الأربعين من عمرها مصابة بارتفاع شديد فى الحرارة إلى مستشفى «بيشا الباريسي». كما اشتبهت السلطات الصحية فى إصابة حالة ثانية فى شمال غرب باريس وقد تم عزلها فى مستشفى بيجان العسكرى لإجراء الفحوصات الطبية عليها. وفى لندن، أعلن الجنرال السير نيك كارتر رئيس أركان القوات المسلحة البريطانية أنه بصدد إرسال نحو 3 آلاف جندى بريطانى إلى سيراليون لفرض تأمين عسكرى وتنفيذ حصار فى إطار خطط جذرية لهزيمة ومنع انتشار وباء الإيبولا. وذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن السير نيك سيقدم للوزراء مقترحات وتوصيات بشأن تلك الخطط والتى تشمل زيادة عدد القوات واستخدام سفن حربية لتنظيم دوريات على مياهها الإقليمية.