أعرب البنك الدولى والأمم المتحدة أمس عن استيائهما من غياب التضامن الدولى مع الدول الإفريقية المتضررة بانتشار فيروس «الإيبولا» القاتل الذى أودى بحياة 4555 شخصا حتى الآن، ودعوا إلى تحويل الوعود الدولية بتقديم مساعدة مالية وإنسانية إلى أفعال. يأتى ذلك فى الوقت الذى أصدرت فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا تحذيرات صارخة، ووجهتا انتقادات حادة للمجتمع الدولى جراء تعامله مع أزمة انتشار «الإيبولا»، مؤكدة أن المجتمع الدولى سيتحمل مسئولية الخسائر البشرية الناجمة عن الإصابة بالفيروس فى غرب إفريقيا وما يمثله من خطر أكبر على دول العالم أجمع وذلك فى حالة عدم تكثيف موارده المالية والطبية اللازمة للحد من انتشار الوباء.وقال جيم يونج كيم رئيس البنك الدولى فى مؤتمر صحفى فى باريس، بمشاركة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند ورؤساء صندوق النقد الدولى ومنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا ومنظمات أخرى متعددة الأطراف «نحن فى طريقنا إلى خسارة المعركة» ضد الفيروس نظرا لانعدام التضامن العالمى، وعدم فهم التهديد الذى يمثله الوباء على الاقتصاد العالمى». وأشار إلى أن بعض الدول مهتمة بحدودها وحدها، وهذا أمر مقلق جدا، معتبرا أن الدول لم تدرك بعد أهمية التضامن على المستوى الدولى ،كما وجه رئيس البنك الدولى الدعوة للدول الغربية إلى التوقف عن «التفكير فقط فى حدودها»وتكريس المزيد من الأفراد والموارد لمكافحة الفيروس فى غرب إفريقيا. وفى السياق نفسه، دعا رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، فى رسالة موجهة إلى هيرمان فان رومبوى رئيس المجلس الأوروبى، إلى مطالبة زعماء الاتحاد الأوروبيين خلال القمة الأوروبية المزمعة فى بروكسل الأسبوع المقبل بالتبرع بمليار يورو إضافية، وإرسال ألفين من الأطباء والعمال الأوروبيين فى غضون شهر إلى غرب إفريقيا. من جانب آخر ، عين الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس رون كلان - المستشار السابق للبيت الأبيض، وهو محام سبق أن عمل مع جوزيف بايدن نائب الرئيس، وآل جور نائب الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون - مسئولا عن جهود مكافحة تفشى فيروس الإيبولا ، للتصدى للمرض فى تكساس بعد إصابة ثلاثة أشخاص بالمرض. وفى تطور جسد موجة الهلع التى تجتاح الولاياتالمتحدة من الوباء ،أعادت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» فتح أحد مداخلها إثر إغلاقه لساعات بعد العثور على امرأة مصابة بإعياء وتقيؤ فى جراج السيارات ، وقالت إنها كانت مؤخرا فى غرب إفريقيا، مما أثار الهلع من احتمال إصابتها بفيروس الإيبولا ، ليتبين لاحقا أن ادعاءها لا أساس له من الصحة.