تظل ذكرى حرب اكتوبر المجيدة سنة 1973 نقطة مضيئة يستمد منها الشعب المصرى قوته وروحه التى أكدت أنه وطن يصنع الرجال وينصهر معدنهم الصلب وقت الشدائد ، ويقولون فى الأمثال من لا ماض له فلا حاضر ولا مستقبل له ..ومن ماضينا نضع مستقبلاً ، فكما كان عبور مانع قناة السويس طريقنا نحو الانتصار ففى إتمام مشروع وصلة قناة السويس خطوة نحو طريق الأمل. كشفت رحلة النقاد الرياضيين لقناة السويس الجديدة عن أن الأبطال الحقيقيين فى هذا الوطن لم يأخذوا حقهم حتى الآن بعدما صنعنا أبطالاً من ورق أخذوا كل شئ ولم يقدموا شيئاً حقيقياً لهذا الوطن . سقطت الأقنعة فى تلك الرحلة عن الأبطال المزيفين وظهر البطل الحقيقى إبراهيم عبدالعال أحد أبطال حرب أكتوبر الكرامة والذى أسقط 18 دبابة ومدرعتين للجنود وكان رفيق صائد الدبابات محمد عبدالعاطى والذى أسقط 23 دبابة . لم تكن دموع البطل ابراهيم التى سقطت على حبات رمل الضفة هى الأولى فقد شاهد زملاءه أمام عينيه ينزفون ويستشهدون ولكن أحتوت على معان كثيرة من القسوة والتجاهل والنكران الذى عاشه أبطال اكتوبر فى السنوات السابقة ولم يكرمهم أحد . وروى البطل إبراهيم عبدالعال كيف أن روسيا تقيم احتفال سنوى لاحد جنودها لمجرد انه أسقط 7 دبابات فى الحرب العالمية الثانية بل انها صنعت لها تمثالاً فى حين أن مصر خرجت بلدة المنصورة عن بكرة أبيها عام 1998 وعلى رأسها المحافظ لاستقبال لاعب أحرز أمم افريقيا ،وقتها شعر وعرف من البطل الحقيقى لهذا الزمان . دموع البطل إبراهيم عبدالعال لم تقف لو لم تجد يدا حنونة خلال الرحلة تعاطفا مع مشاعره وأنفعلت بها وكان يجلس بجواره الصحفى الكبير عصام عبدالمنعم الذى أنخرط معه فى الحوار وتبارى معهما الإذاعى الكبير فهمى عمر والدكتور حسنى غندر للتخفيف عن البطل وإشعاره بأنه سيظل بطلاً مهما حاول البعض تجاهله. يبقى ان الإتحاد المصرى للثقافة الرياضية والقائمين عليه ومنظمى الرحلة قدموا لنا نموذجاً رائعاً فى البحث عن المعنى الحقيقى لمن يستحق التكريم .. فشكراً لصاحب تلك الفكرة وما زال هناك أبطال ينتظرون منا أن نعيد لهم الحياة . لمزيد من مقالات محمود صبرى