كشفت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن العدد الإجمالى للأشخاص الجوعى فى العالم انخفض بنحو 37 مليون نسمة ليبلغ 805 ملايين نسمة وحقق 63 بلدا الأهداف الدولية الخاصة بخفض معدلات الجوع قبل حلول عام 2015، وذلك بمناسبة اليوم العالمى للغذاء الذى تحييه المنظمة اليوم. وأكد جوزيه جرازيانو دا سلفا المدير العام للمنظمة أنه رغم هذا التقدم فمازال 805 ملايين شخص يفتقرون إلى ما يكفيهم من الغذاء مما يعنى أن المجتمع الدولى والمنظمة ينتظرهم الكثير من العمل.وقال دا سلفا إنه من الواضح أنه يجب على المزارعين الأسريين إنتاج ما يكفى من الأغذية ليس فقط لأنفسهم وإنما أيضا للذين يعيشون فى المناطق الريفية ولا يعلمون فى الزراعة وسكان المدن، ويجب عليهم توليد الدخل أى الأموال لشراء المدخلات كالبذور والأسمدة، وكذلك ضمان سبل كسب عيش لائق بما فى ذلك دفع التكاليف لتعليم أبنائهم وغيرها من الاحتياجات. وأشار إلى أن الأسر تدير ما يقارب 500 مليون مزرعة من أصل 570 مليون مزرعة فى العالم وهى الراعى الأساسى لمواردنا الطبيعية بصفتها قطاعا يشكل أكبر جهة عمل فى العالم ، ويوفر من حيث القيمة أكثر من 80٪ من الأغذية فى العالم.
وطالب دا سلفا بضرورة تهيئة الظروف المواتية ليرى الشباب مستقبلا زاخرا بالفرص فى المناطق الريفية ويشمل ذلك برامج تدريب تسمح لهم باستغلال إمكانياتهم فى إقامة المشروعات.
ومن جانبها، قالت إرثارين كازين المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمي:"نشهد، كل عام، الآثار المدمرة التى يلحقها الجوع بالأسر، والمجتمعات، واقتصادات مناطق برمتها، وعلى الرغم من الأزمات المروعة التى تجتاح مناطق بأسرها، فإننا نحرز تقدما حقيقيا فى نضالنا من أجل القضاء بصورة دائمة ومستدامة على الجوع وسوء التغذية المزمن".
وأشارت إلى أن الدراسات الأخيرة كشفت أن الجوع يمكنه الحد من قدرة القوة العاملة لدولة ما بنحو 9٫4٪ ومن الناتج المحلى الإجمالى بنسبة تصل إلى نحو16٫5٪، مما يقلل بشدة من قدرة البلدان النامية على النمو وتنفيذ استثمارات هى فى أمس الحاجة إليها.
وأضافت أن هذا يوضح الأسباب التى تحتم على المجتمع الدولى ضرورة مواصلة الكفاح من أجل الوصول إلى عالم خال من الجوع، بحيث يمكن للأطفال والأسر أن يبنوا فيه مستقبلهم، ويمكن للمزارعين فيه أن يعولوا أنفسهم بشكل أفضل ويمدوا يد العون لمجتمعاتهم لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتحيى "الفاو" يوم الغذاء العالمى لعام 2014 تحت شعار "الزراعة الأسرية: إشباع العالم ورعاية الكوكب"، وهو يركز انتباه العالم على الدور البارز للزراعة الأسرية فى القضاء على الجوع والفقر وتوفير الأمن الغذائى والتغذية وتحسين سبل العيش وإدارة الموارد الطبيعية وحماية البيئة لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة فى المناطق الريفية، كذلك للإعلاء من شأن الزراعة الأسرية والمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة.
وفى السياق نفسه، أكد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أن الحكومات بوسعها تمكين المزارعين الأسريين وخاصة النساء والشباب من خلال تهيئة سياسات مواتية للتنمية الريفية المستدامة والعادلة. وأضاف أن هذا يشمل تحسين البنية التحتية للحد من فاقد المواد الغذائية بعد الحصاد إذ يعجز صغار المنتجين عن تخزين ومعالجة ونقل سلعهم.
وشجع كى مون جهات الإقراض العامة والخاصة لتوفير الخدمات المالية الحيوية مثل الائتمان والتأمين محذرا من أن صغار المزارعين الأسريين هم عرضة على نحو خاص لعواقب تغير المناخ، مثل تطرفات الطقس والجفاف والفيضانات.