كم أتوق أن يتوصل السيد وزير الداخلية الآن وليس غدا الى فك شفرة الحلقة المغلقة لتضييق الفجوة بين رجال الشرطة وبين المواطنين مع الحفاظ على كل من هيبة رجل الشرطة وكرامة المواطن خاصة فى المناخ الراهن الذى يتفاعل فيه المواطنون بإيجابية مع مايتعرض له رجال الشرطة دفاعا عن الوطن من استهداف الجماعات الإرهابية لهم مابين الاستشهاد والإصابات الخطرة، إلا أنه فى الوقت الذى نريد فيه للداخلية ان تستكمل عافيتها نجد أن هناك بعض التجاوزات من بعض الضباط وأمناء الشرطة ضد بعض المواطنين مما يعرقل الجهود لالتئام الجروح ونمو علاقات طيبة بعد ثورتين كبيرتين فى 25 يناير، 03 يونيو ولا نعود لما كان يحدث قبل ذلك حينما كان المواطن العادى يبسمل ويحوقل قبل ذهابه الى قسم الشرطة إذا اضطرته الظروف مرغما ليقدم بلاغا عن مشكلة أو ماشابه فيقابل غالبا بالاستخفاف من الضابط المنوب أو أفراد الشرطة المساعدين له. أما إذا طالب بحقه فى معرفة رقم المحضر فكأنه أخطأ فى الذات الملكية ويتحول من مجنى عليه الى متهم إلا اذا كان له «ظهر» يحميه، هكذا كان الحال قبل ذلك ولكن الآن يجب ان نتلافى هذه الأخطاء ويشعر المواطن أن قسم الشرطة هو الملاذ الآمن ضد أى اعتداء إجرامى أو أى تهديد يتعرض له وذلك باستقباله بما يليق من احترام فى إطار اللوائح والقوانين فمثلا ليس حقا مطلقا للضابط ان يحتجز أى مواطن فى حجز قسم الشرطة دون سند قانونى وعلى وكيل النيابة التابع له القسم أن يمر دوريا للتفتيش على الحجز لكى يتأكد من أنه ليس به مواطن بريء شريف يبيت ليلة سوداء دون وجه حق بين محترفى الإجرام وتعلو كلمة القضاء على الجميع حتى يسود العدل. واستكمالا لفتح صفحة جديدة بين جهاز الشرطة والمواطنين يجب ان يكون مكتب مفتش الداخلية مفتوحا أمام أى مواطن تعرض لتجاوز من ضابط أو جندى ويتم التحقيق فى شكواه وإنصافه إذا كان معه الحق وتوقيع العقاب على المخطئ ويجب فى عهدنا الجديد أن يتغير المفهوم السائد عن المواطن الذى يدخل قسم الشرطة متهما حتى تثبت براءته الى اعتباره بريئا حتى تثبت إدانته، وهناك وسائل أخرى خلاف السب والضرب والتعذيب يفترض تدريسها للطلبة فى مناهج كلية الشرطة للتعامل مع المواطن العادى أو المشتبه به وتطبيقها فى حدود اللوئح والقوانين. وليس معنى ذلك أننا نريد تقييد رجل الشرطة بل يجب أن يفرض هيبته وسيطرته على المكان ويقوم بعمله على الوجه الأكمل بوسائل متطورة متحضرة وهذا يستلزم تطوير المناهج فى كلية الشرطة لتواكب مثيلاتها على مستوى العالم المتحضر ليتماشى مع شعار الشرطة الجديد قلبا وقالبا ولايعدو ان يكون شعارا قط، ولا نكتفى بمجموعة من الصور فى وسائل الإعلام يبدو فيها الضابط يربت على كتف مواطن أو مداعبا طفلة صغيرة بل نتمنى ان يحدث ذلك فى الواقع وليس لمجرد التقاط صورة فقط، فما يصدر من القلب يدخل القلب ومن قلوبنا نتمنى لرجال الشرطة السلامة والنجاة من يد الإرهاب الآثمة. د. مصطفى شرف الدين