يعتقد البعض انه لا يوجد مفهوم اسلامى للرومانسية والمحبه فى الاسلام ويقصد بذلك المشاعر الفطرية بين الرجل والمراة والتى خلقها الله تعالى فى قلب كل انسان ، وقد ساد هذا الاعتقاد نتيجة عدم فهم الاسلام فهما صحيحا . ان الاسلام ليس ضد الرومانسية ولكنه ضد المشاعر التى تؤدى الى الانحلال الاخلاقى والتفكك الاجتماعى ، فالاسلام لا يتجاهل المشاعر النقية بين الرجل والمراة فهى فطرة انسانية لا تستقم الحياه بدونها بل على العكس من ذلك فمنذ بدء الخليقة وعلاقة الرجل والمراة قائمة على المودة والرحمة بقوله تعالى "ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان فى ذلك لايات لقوم يتفكرون". واذا بحثنا فى سيرة سيد الخلق عليه افضل الصلاة والسلام سنجد ما يبهرنا فى رحمته ومودته وحبه لاهل بيته . ان شبابنا اليوم ينبهرون عندما يرون الرجل الغربى يفتح السيارة لزوجته ولم يعلموا ان النبى فى غزوة خيبر جلس على الارض وهو مجهد وجعل زوجته صفية تقف على فخده الشريفة لتركب ناقتها فهذا كان سلوكه فى الحرب فكيف كان فى المنزل. ومن مظاهر الرومانسية فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم انه عندما كان يجلس مع ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها وكان يريد ان يشرب يأخذ نفس الكأس الذى شربت فيه ويشرب من نفس المكان الذى شربت منه ، كلها وان كانت تصرفات بسيطة ولكنها تدل على قمة الرومانسية التى يعلمها لنا النبى الكريم. وان كانوا يعتقدون الان ان تبادل الورود بين الاحبة عادة غربية فهذا لانهم نسوا الحديث الشريف"من عرض عليه ريحان فلا يرده فأنه خفيف المحمل وطيب الريح" ويزداد انبهارنا عندما نشاهد احد الممثلين الاجانب يطعم زوجته فى الافلام الاجنبية ولا ننبهر عندما نعلم ان النبى كان يقوم بنفس الشئ وقال فى حديثه الشريف"ان افضل صدقة لقمة يضعها الرجل فى فم زوجته". وفى وقتنا هذا يخجل الرجل ان يعبر عن حبه لزوجته امام الناس ويعتبره ضعفا واهانه لرجولته ولكن نبينا الكريم عندما سألوه من احب الناس اليك يا رسول الله قال عائشة ، فلم يخجل من حبه لها ولا اعتبر اعترافه هذا اهانه لرجولته بل كان درسا يجب على كل رجل ان يتعلمه ، وكانت وفاه رسولنا الكريم فى حجر ام المؤمنين عائشة وكان بأمكانه ان يتوفى وهو ساجد لكنه اختار ان يكون اخر انفاسه بحضن زوجته. وعندما سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها ما كان رسول الله يعمل فى بيته؟ قالت :كان بشرا من البشر يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه واهله . انها قمة المحبة والرومانسية الحقيقية من الهدى النبوية . فلماذا لا يقتدى الرجال بنبينا الكريم فى تصرفاتهم مع زوجاتهم ويعتبرون الرومانسية شئ ضرورى لاستقامة الحياة الزوجية وذلك حتى تعم المحبة والمودة والرحمة بين الزوجين وتوصلك مع من تحب الى الجنه. لمزيد من مقالات هبة سعيد سليمان