نحتفل اليوم بمولد خير الآنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وفى هذا اليوم المبارك آثرنا أن نستعرض حياة الرسول زوجًا وتعامله مع زوجاته. ويتحدث الداعية الإسلامى أحمد البنا قائلا: أحيانًا نشاهد فيلمًا أجنبيًا، فنجد الرجل يطعم زوجته فى فمها. فينظر بعضنا للآخر ويقول: "آدى الرومانسية ولا بلاش"، وهو مشهد من مشاهد الانبهار الدائم للغرب، ولو نظرنا فى سيرة خير الآنام لوجدنا أنه أول من وصى بهذا الفعل حيث قال: " خير الصدقة لقمة يضعها الرجل فى فم زوجته". وأضاف أن هذا منتهى الرومانسية والحنان والرحمة من رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أجد أعظم ولا أبلغ فى الحب حينما تكون السيدة عائشة فى فترة الحيض، وغالبًا ما تتأذى المرأة من هذه الفترة، ويحدث لها تغيير فى المزاج العام، وتشعر كثيرًا بأن زوجها يرفضها ويبتعد عنها ويأنف منها فيأتى الحبيب صلى الله عليه وسلم، ويرى السيدة عائشة تشرب، فلما تنتهى يأخذ الإناء ويشرب من موضع فمها( رضى الله عنها). ويكمل البنا قائلًا: لم يكن فى الكون أرحم ولا أرق ولا أعطف ولا أحلم منه زوجًا، تراه يداعب زوجته فيسابقها، وتراه يفتح لها ستار البيت حتى ترى الحبشة يلعبون فى المسجد، وتراه يسامحها إن أخطأت فى حقه، وتراه يتحمل غضبها وغيرتها ولا يأنف منها، ويضع نفسه موضع الخصم الذى ربما يحكم عليه من الحكم أن حدث بينهما شقاق وجاءا بأحد يصلح بينهما كما حدث أن جاء سيدنا أبو بكر يصلح بينهما ، فقالت للنبى: "تكلم ولا تقل إلا حقا" وهو رسول الله ومع ذلك يتحمل هذا لأنها زوجته حبيبته. تراه لا يخجل من ذكر اسمها للعالمين ولا يخجل من أن يذكر للدنيا أنه لا يحب أحدًا بقدر حبه لزوجته، وذلك حينما سأله عمرو بن العاص رضى الله عنه: من أحب الناس إليك؟؟، فقال: "عائشة"...لم يخجل من أن يذكرها ، ولا أن يذكر اسمها... على الرغم من أننا أحيانًا فى القرن الحادى والعشرين نخجل من ذكر اسم زوجاتنا، تراه لا يخجل من أن يناديها بأسماء لطيفة ( اسم دلع ) فكان يقول لها : "يا عائش".