أعلنت محافظة القاهرة عن تخصيص 10 أتوبيسات لذوى الإعاقة فقط، يحتوى الأتوبيس الواحد على 3 أبواب فى بدايته وأوسطه ونهايته، وتم تزويد الباب الأوسط بماكينة رفع لمساعدة أصحاب الكراسى المتحركة على الصعود والنزول ويعمل الأتوبيس على ثمانية خطوط لربط جميع مدن ومناطق القاهرة الكبرى ببعضها والأماكن السكنية الجديدة.. ولكن أغلب ذوى الإعاقة لم تكتمل فرحتهم بهذا الخبر لأسباب رصدناها فى لقاؤنا معهم: تقول أيفون الزعفرانى – مؤسس حركة معاقين ضد التهميش-: إننا شعرنا جميعا بفرحة غامرة، لأنه لأول مرة فى مصر يتم استيراد أتوبيسات مجهزة لنا نحن مستخدمى الكراسى المتحركة والأجهزة التعويضية من ذوى الإعاقة وكبار السن كما فى العالم كله، وكنا نحلم بتعميم الفكرة تدريجيا بباقى المحافظات، ولكن للأسف «يا فرحة ما تمت» حيث فوجئنا بفشل أول تجربة لاستقلال شخص من ذوى الإعاقة الحركية لأحد الاتوبيسات بسبب عيوب فنية فى مكينة الرفع الخاصة، وذاد من عدم اتمام الفرحة تصريحات محافظ القاهرة بأن ال 10 أتوبيسات المجهزة لذوى الإعاقة لن يتم تشغيلها بالنقل العام اليومى، بل سيتم احتجازها لمنحها لتجمعات ذوى الإعاقة لتنقلهم عن طريق الجمعيات والمؤسسات لحضور المؤتمرات والندوات والرحلات التى تنظمها تلك الجمعيات، سيدى محافظ القاهرة، نحن ذوى الإعاقة مواطنين كغيرنا، نحتاج وسائل مواصلات تتيح لنا إمكانية التنقل بشكل يومى وأدمى، فنحن لا نتحرك لحضور مؤتمرات ورحلات، نحن نتحرك لنذهب للعمل والسعى خلف لقمة العيش التى نحصل عليها بالكاد, نحن نتحرك لقضاء شئون الحياة اليومية كغيرنا من المواطنين , نحن مسئولون عن أنفسنا والجمعيات والمؤسسات ليست وصية علينا وتستطيع تلك الجهات بما تتلقاه من تبرعات لا حصر لها أن توفر أتوبيسات لها إن أرادت، نحن معاقو مصر الكادحون فى الأرض بدون إتاحة أى شىء لنا لنستطيع العيش بأسلوب أدمى، سيدى محافظ القاهرة، نحن لسنا مرفهون نحضر مؤتمرات ونقضى أوقاتنا بالرحلات، نحن لا نعلم عنها شيئا ولا نحلم بها.. أترك لنا ال 10 أتوبيسات نتنقل بها يوميا، وجزء بسيط منا يتم احترام أدميته و لو مرة بالعمر و لو بمحافظة واحدة من بين كل محافظات مصر، نحتاج نظرة واقعية موضوعية. أما عبد العظيم محمد على - أحد مؤسسي رياضة المعاقين فى مصر- فيقول: فى عام 1974 كنت مشتركاً ببطولة العالم فى لندن وشاهدت ما لم أكن أتوقع مشاهدته، سيارة تشبه «الميكروباص» بها إله خفض ورفع، وإذ بها تقوم برفع شاب على كرسى متحرك لتدخله إلى السيارة، واصبحت فى غاية الفرحة عندما كنت أحد ركابها، ومرت أيام البطولة دون أى أحساس بمشقة المواصلات التى كنت وما زلت أعانى منها وغيرى من المعاقين فى مصرنا الحبيب، فصعود المعاقين للأتوبيس فى مصر شىء يدعو إلى الاشمئزاز والإحساس بالمهانة والعطف والشفقة التى تؤثر فى معنوياتنا نحن المعاقين، وبعد مضى 4 عقود من المناداة والإلحاح للحصول على ابسط حقوقنا «مواصلات أدمية» تزف إلينا الأخبار طرح 10 اتوبيسات لذوى الإعاقة، وكم يغمرنى الفرح والسعادة برؤيتى لخطوة من خطوات كرامة المعاق تتحقق فى مصر بعد أن قاربت على 63 عاما من عمرى، ولكن لى وجهة نظر من واقع خبرتى الطويلة، هل فعلا هذه الاتوبيسات مخصصة للمعاقين فقط دون غيرهم؟ أم سيستقلها كل من «هب ودب» للمزاحمة والمضايقة للمعاق؟ وهل الصيانة الجوهرية والخارجية على مدى طول العمر الافتراضي للأتوبيس ستكون دائمة بالنسبة لمصعد الكراسى المتحركة؟ وهل ممر الأتوبيس بعد كل دورة سيتم تنظيفه؟ عموما أنا عندى أمل بوضع تلك الأسئلة فى الاعتبار.