تواجه العديد من الدول العربية والاقليمية مخاطر التنظيمات التكفيرية والجماعات الإرهابية، بما يمثل تهديداً لأمن واستقرار تلك الدول، وعلى سبيل المثال لا الحصر يمثل ما يسمى بتنظيم "داعش" خطراً داهماً على كل من العراقوسوريا. خاصة بعد المجازر التى دفع ثمنها الكثير من الأبرياء فى تلك الدول وغيرها، مما أسهم فى تمزيق وتشتيت المجتمعات وانتقص من هيبة الدول التى استقرت تلك الجماعات داخل أراضيها، فضلاً عن إضعاف الجانب الاقتصادى لتلك الدول والعبث فى أرثها الدينى والحضارى، وقد استنكرت رموز من القيادات الدينية الاسلامية والمسيحية لما ترتكبه تلك الجماعات تجاه المدنيين العزل في الأقطار العربية والإقليمية، وأشاروا إلى أن تلك الأفعال الإجرامية لا تمت للانسانية ولا الإسلام بأى صلة. اللواء عبد المنعم كاطو الخبير الاستراتيجى يجيب عن موقف مصر على الصعيدين الأمنى والجغرافى، خاصة فى ظل استمرار الخطر بعد فرار وهجرة بعض قيادات داعش إلى مناطق جديدة وبلدان مجاورة قائلاً : إن الموقف العام فى سوريا معقد بعد بدء الولاياتالمتحدةالامريكية والحلفاء الحرب على داعش، حيث أعطت لنفسها الحق فى ضرب سوريا، لكنها لاتستطيع ضرب أهداف حكومية فى سوريا، لأن هذا لو حدث سيعطى داعش فرصة أكبر للتوغل داخل الدولة السورية، كما أن إسرائيل اعترضت على التدخل الامريكى خوفاً من داعش، وأيضا المعارضة السورية هددت، أى أن هناك عدة أمور تمنع أمريكا من التوغل فى سوريا أو ضرب مواقع استراتيجة، بها وعلى سبيل المثال نجد أن تركيا كانت تأمل كثيراً لو انتصرت داعش فى منطقة عين العرب، لأن سوريا ستستنجد بها للتدخل ، وتطلب من مجلس الأمن حظرا جويا، ولكن نجد أن السحر قد أنقلب على الساحر، وانقلب الأكراد على النظام التركى ، فضلاً عن مقاومة تركيا الانفلات الامنى داخل أراضيها، وبالتالى انشغلت بما استجد من أحداث داخلية لديها. وأشار كاطو إلى أن المقاومة السورية أيضاً بدأت تنكشف أمام الموقف العربى، ولم تتصد لاى ضربات أمام الرأى العام السورى والعالمى، ونوه إلى أن ذلك التنظيم مازال مسيطراً فى الجبهة العراقية أكثر من سوريا، أما عن منطقة الحظر الجوى فقال إنها يجب أن تكون بقرار من مجلس الأمن وأن تشارك فيها الدول الخمس الأعضاء، وفى هذه الحالة سنجد أن روسيا والصين سوف تستخدمان حق الفتيو، ونجد أن أفضل موقف يتمثل فى الموقف الحكومى الرسمى فى كل من العراقوسوريا بعد اعلانهما عدم قبول أى ضربات، ولكن فى الوقت نفسه طالبا بالدعم المادى للجيوش للقضاء على داعش عن طريق القوات البرية التى سوف تحدث خسائر كبيرة . وأوضح أن الخطورة تكمن فى ظهور داعش كدولة اسلامية مزعومة” فى أماكن متنوعة مثل الجزائر وليبيا والمغرب وفى تونس بدعم من حزب النهضة، حيث تتمثل الخطورة فى الانتقال من مكان لآخر والانتشار لتلك الجماعات، حيث تنتقل من المشرق العربى إلى المغرب العربى وهذا ما يدعو للقلق نظراً للخطورة الشديدة التى تتطلب تدخل أقوى. وتساءل عن سبب استهداف تلك الدول، وأجاب عن تساؤله بأنه يجب علينا أن ندرك الأهداف والاستراتيجيات التى تسعى داعش إلى تحقيقها، لأن الفكرة تعتمد على التغلب على القلب فإذا لم تنجح فى القضاء على القلب فبالتالى سوف تتجه إلى الأطراف وتحاصرها لكى يسقط القلب، وبالتالى تكون فى هذه الحالة مصر هى المستهدفة لأنها قلب المنطقة وهى أيضاً ركيزة أمن الخليج والأمن العربى بشكل عام. وعن مستقبل مصر أمام تلك التحديات وما يحدث فى محيطها قال كاطو إنه لابد أن نستفيد من زيارة عبد الله الثنى رئيس الوزراء الليبى مؤخراً لمصر بما يحقق مصالحنا، وخاصة فى مجالا مكافحة الأرهاب وتأمين الحدود المشتركة، لأن مصر لها عمق استراتيجى فمن ناحية الغرب حدوديا نجد ليبيا ومن الجنوب نجد السودان أما من ناحية باب المندب فنجد اليمن ومن المشرق توجد سوريا، فإذا نظرنا إلى الخريطة السياسية من أجل تأمين مصر، فلابد أن تكون كل الأماكن السابقة آمنة. واستشهد كاطو فى هذا الإطار بمقولة تحتمس الثالث التاريخية منذ 1500 عام التى تقول إن الأمن القومى يبدأ من الحدود البعيدة قبل دول الجوار، وأوضح أنه من يريد أن يؤمن بلده ينبغى أن ينظر إلى حدوده أولاً وبالتالى وفقاً لهذه المقولة نجد أن الأمن المصرى يبدأ من الجزائر ومن مقاومة الانفلات الأمنى القومى التى تدعمه داعش، وعلى سبيل المثال فى منطقة الحسينة باليمن نجد أن الإخوان المسلمين من الشيعة يحاولون السيطرة على باب المندب للوصول إلى قناة السويس، كما نوه إلى أن سيطرتنا فى حرب 73على الموانى الإسرائيلية كانت عن طريق باب المندب، وفى هذا الإطار أوضح أن الأهداف والاستراتيجيات التى تتبعها تلك الجماعات يجب أن يتم بحثها وتحليلها ثم إيجاد المخارج الأمنية لها حفاظاَ على أمن مصر.