الحاجة نعناعة.. سيدة مصرية.. مسنة.. محدودة الدخل.. تسكن بمنطقة سيدى جابر بالاسكندرية، توفيت ابنتها، ولأنها سيدة مصرية أصيلة وأمينة، حرصت على ان تذهب إلى مكتب التموين لرفع اسم ابنتها من البطاقة التموينية حتى لاتصرف سلعا مدعمة لاتستحقها. والبطاقة التموينية بالنسبة لها تمثل قيمة كبيرة ولأنها توفر لها احتياجاتها من السلع الاساسية، ولكنهم وقفوا صرف مقرراتها التموينية لحين حذف اسم ابنتها من البطاقة، والإجراءات طويلة و»مملة» وهى بطبيعة الحال لاتقوى على بيروقراطية الادارة المصرية، وليس لها أحد من الاقارب يسعى لإنهاء الاجراءات، ونصحها جيرانها بأن تلجأ إلى وسائل الاعلام لتوصيل شكواها ،وهى فاقدة الأمل بطبيعة الحال فى ان يسمعها احد من المسئولين او يستجيب لشكواها. ولأنها سيدة أمينة حسنة النية، فقد وصلت شكواها لمسامع الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية الذى أصدر تعليماته على الفور لمديرية تموين الاسكندرية بتكليف أحد مفتشى التموين للذهاب لمنزلها وحل مشكلتها، ولم تصدق السيدة ما حدث وانخرطت فى البكاء والدعاء للرئيس وحكومته لأنه يرعى الصغير والضعيف قبل الكبير. حكاية الحاجة نعناعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فمعاناة المواطنين مع البيروقراطية الحكومية مستمرة فى جميع القطاعات والوزارات .. فهل على أى صاحب شكوى اللجوء لوسائل الاعلام لحل مشكلته. فى هذا الاطار يعترف الدكتور خالد حنفى وزير التموين بوجود بيروقراطية والمناخ العام الذى تؤدى فيه الخدمات الحكومية غير لائق ولا مريح سواء بالنسبة للمواطن او الموظف الذى يقدم الخدمة، لذلك نحن نعمل حاليا على تطوير جميع مكاتب التموين وسنبدأ بالمكاتب التى تتعامل مع المواطنين للحفاظ على كرامته، والتجربة بدأت بمكاتب نموذجية بالوزارة سيتم تعميمها على جميع المحافظات وفى وقت قريب، ويقول « بعد ان تخلصنا من طوابير العيش»، سنتخلص ايضا قريبا من طوابير ومعاناة المواطنين مع مكاتب التموين، فليس أمامنا رفاهية ضياع الوقت وإن الوزارة من الوزير إلى الموظف الصغير فى خدمة المواطن، وهذا حقه وواجب علينا.