تبدأ بالقاهرة غدا أعمال مؤتمر إعادة إعمار غزة، وذلك تنفيذا لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى التى تهدف لأبعد من مجرد جهود تهدئة الأوضاع وإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل، خلال عدوانها الأخير على غزة، كما يحدث كل مرة، وإنما إلى تهيئة المناخ السياسى المناسب للتوصل إلى حل إقامة الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطيني. كما تهدف الرؤية المصرية إلى إطلاق المفاوضات الرامية إلى وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة، وهى مسألة حيوية ينبغى أن تنصب عليها مواقف الدول والمنظمات الدولية حتى لا يجدوا أنفسهم مضطرين للقدوم إلى القاهرة مرات ومرات لمثل تلك المؤتمرات. وترتكز رؤية مصر على أن المؤتمر ليس مجرد حدث إعلامى أو تجمع سياسى ليوم واحد يطرح كل طرف تعهداته وينفض البعض مسئوليته عما يجري، ولكنه «مرتكز» مهم يفتح الباب لوضع إستراتيجية دولية تتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل أكثر أمانة وصدقا وجرأة من السابق بعد أن عاين العالم الأهوال التى تكبدها الأبرياء إبان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. ومن المقرر أن تشارك نحو 70 دولة ومنظمة عالمية، فى مؤتمر «إعادة إعمار غزة»، وقد تسابقت الدول للموافقة على عقده برعاية مصرية، إيمانا من المجتمع الدولي، بأن مصر هى الدولة المحورية التى مازالت رغم كل ما مرت به تمثل حجر الزاوية للقضية الفلسطينية التى احتضنتها على مدى سبعة عقود كاملة. ويستهدف المؤتمر الذى تنظمه مصر بالاشتراك مع النرويج والرئاسة الفلسطينية تعزيز أسس وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين وتحسين آفاق الحل السياسى للصراع، وذلك من خلال تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية على تحمل مسئولياتها بشأن إعادة تأهيل قطاع غزة وتعزيز آلية الأممالمتحدة لاستيراد وتصدير البضائع من القطاع وإليه، بالإضافة إلى توفير الدعم المالى الخاص بإعادة الإعمار. ويعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية، وبرئاسة مشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى وفرنسا وإيطاليا، والجامعة العربية، والأردن، والرباعية الدولية واليابان، وتشارك فيه الدول الأعضاء بلجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية التى تضم كلا من استراليا وكندا، وألمانيا، والكويت، وهولندا، وروسيا، والسعودية، وأسبانيا، والسويد، وتونس، وتركيا، والإمارات، والمملكة المتحدة وأمريكا. ومن المنتظر أن يلقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، كما يتولى وزير الخارجية سامح شكري، إدارة المؤتمر عقب الجلسة الافتتاحية، وينتظر أن تقدم الحكومة الفلسطينية خلال المؤتمر، بالتنسيق مع البنك الدولى عرضا لاحتياجات القطاع وإعادة الإعمار للسنوات الخمس المقبلة، وستعلن الدول المشاركة عن قيمة تعهداتها المالية خلال المؤتمر. وصرح مصدر دبلوماسى مطلع بوزارة الخارجية بأن الدول التى أكدت التمثيل على مستوى وزراء الخارجية هى الكويت واليونان وكرواتيا وسلطنة عمان ولوكمسبورج وهولندا والولايات المتحدة وقطر ولبنان وإيطاليا والنرويج وبلغاريا وإيرلندا وأسبانيا والبحرين وسنغافورة وفنلندا وجنوب إفريقيا والأردن والسودان والأرجنتين وكندا وفرنسا، كما تشارك دولة الإمارات بوفد كبير. ويمثل بريطانيا وزير الدولة لشئون التنمية الدولية، والبرتغال وزير الدولة للشئون الأوروبية، والهند وزير الدولة للشئون الخارجية. كما تأكد حضور كاثرين آشتون المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وتونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية. كما يحضر المؤتمر أكثر من 20 منظمة إقليمية ودولية وتضم صندوق النقد الدولي,والبنك الدولى ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية فاليرى آموس,ومكتب الأممالمتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية, ومنظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة (اليونيسكو).