أن تقترب داعش الإرهابية من قبر فى سوريا لسليمان شاه جد اتاتورك ( مؤسس الدولة التركية)، فهذا معناه أن التهديد قد اقترب من تركيا بشدة ، بل وانتهك سيادة أراضيها ، أى القبر وبذلك إستوجب الأمر إصدار البرلمان التركى لقرار بنشر قوات تركية لمحاربة داعش فى سوريا والعراق وإن كان القرار غير ملزم . وكانت تركيا قد ظلت طويلا تغمض عيونها عن تحركات داعش وجماعات أخرى تحارب عدوها اللدود بشار الأسد .. وكانت دائما ما ترفض التورط مع داعش نظرا للتهديد المباشر الذى تشكله عليها ..وكانت مطمئنة الى أن داعش مشغولة الآن بالعراق وسوريا .. فإذا تدخلت تركيا ستكون عرضة لمهاجمة حدودها المليئة بالثغرات .. ولداعش متعاطفون فى تركيا يرفعون شعاراتها على ابواب المحلات وزجاج السيارات ، واستطاعت ان تجند الكثيرين من تركيا . على أى حال المشاركة فى الضربات الجوية ستكون بالنسبة لأنقرة فرصة للإطاحة المباشرة ببشار الأسد .. هى ايضا فرصة للخروج من الشعور بالعزلة المؤقتة التى تشكو منها تركيا الآن .. ذلك بعد أن رفض الغرب نصيحتها بالنسبة للحل العسكرى .. أيضا بعد أن أصرت على مساندة الإخوان ورئيسهم محمد مرسى برغم تخلى الغرب عنهم نسبيا .. كذلك بعد أن أفسد اردوجان العلاقة بمصر وبمعظم دول المنطقة . ويأتى شعورها بالعزلة الحقيقية بسبب ذلك الوهم الكبير الذى أغرق فيه اردوجان نفسه : وهم الخلافة العثمانية الجديدة التى يريد فرضها على دول الشرق الأوسط ويكون هو خليفتها .. هذا الوهم المرفوض فيما يبدو يتبخر فى الهواء اولا: بسبب تركيز الرئيس التركى على أزمة داعش فى سوريا والعراق الى بدأت تهدده بالفعل و بسبب تهديد الأكراد ايضا لحدوده، ثانيا: بسبب استمرار بشار فى السلطة برغم ما تعرض له من ضربات ودعم إيران له ، ثالثا: بسبب استمرار الضربات الجوية الامريكية والغربية التى تدعم بشار فيما يبدو عن غير قصد ، رابعا: بسبب غضب دول الخليج من مواصلة تركيا مساندتها للإخوان .. خامسا، بسبب المليون ونصف المليون لاجئ سورى على حدودها . مع ذلك ، وبسبب العناد فى الشخصية التركية ، تصر أنقرة بأن العيب ليس فيها ، وأنما فى قصر نظر المجتمع الدولى ، وأن تركيا تدفع الثمن الآن وتجاهلت أنقرة أخطاءها الكثيرة وسوء تقديرها لمصر ودول المنطقة ، والإنتماء للمنظمة الدولية للإخوان .. فهل تفيق تركيا من حالة الهذيان هذه ؟ لمزيد من مقالات سلوي حبيب