انتشار المقاهى غير المرخصة بشكل فوضوى أصبح يعوق حركة السير فى الشوارع ولم تعد آثارها مقصورة فقط على إزعاج السكان بأصوات ضحكاتهم و فى بعض الأحيان ما يتلفظون به من عبارات مسيئة خادشة للحياء ، فظاهرة انتشار المقاهى غير المرخصة واحتلالها الأرصفة والشوارع باتت تشكل تهديدا لأمن المجتمع ككل . فى البداية، يؤكد اللواء أحمد تيمور نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، أن ظاهرة انتشار المقاهى غير المرخصة والإشغالات التى تعوق حركة الطرق وتحويل الشقق السكنية إلى مقاه تشكل تهديدا كبيرا لسكان العقارات المجاورة لها خاصة فهى تسهم وبشكل كبير فى انتشار ظاهرة التحرش بالفتيات بل تلعب دورا كبيرا فى خفض قيمة العقارات التى تحيط بها وهو ما يهدد بضياع أحلام وآمال السكان فى سكن ملائم وهادئ هذا بالإضافة إلى أنها تلعب دور الملجأ المناسب للمجرمين ممن يستطيعون رصد حركة سكان العقار ومعرفة أفضل الأوقات لارتكاب جرائمهم بدءا من السرقة مرورا بالاغتصاب حتى القتل . وأوضح تيمور أن القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد أمن المجتمع بشكل مباشر لن يأتى إلا من خلال تطبيق القانون واحترامه وتعاون السكان وأهالى كل حى مع المسئولين ورؤساء الأحياء والإبلاغ عن المخالفات لإزالتها، وأضاف أنه فى كل حى منطقة خدمية وتجارية مخصصة لإقامة هذه الأنشطة وأن تجاهل أصحاب هذه المقاهى لهذا الأمر يعد تحديا لسيادة القانون وهيبة الدولة وهو الأمر الذى لن تقف أمامه الأجهزة التنفيذية مستقبلا مكتوفة الأيدى . من جانبه، أوضح اللواء أحمد أبو النصر رئيس حى مصر الجديدة، أنه يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد المقاهى المخالفة سواء بسحب التراخيص من المقاهى المرخصة التى تقوم بوضع إشغالات أو بقطع المرافق عن تلك التى لا يوجد ترخيص لها ، وأكد أبو النصر أن المقاهى غير المرخصة تشكل تحديا للمجتمع خاصة وأنها تؤرق سكان العقارات السكنية وتتعدى على حقوقهم، بالإضافة إلى أنه نتيجة لعدم شرعية وجودها فأصحابها يقومون بسرقة التيار الكهربائى وهو ما يشكل عبئا على الدولة واقتطاعا من حقوق المواطنين . أما اللواء جمال عبد المنعم رئيس حى الدقي، فأشار إلى أن حى الدقى قام بعمل حملة رابع أيام عيد الأضحى على عدد من المقاهى فى شوارع جامعة الدول العربية والسودان والنيل وأوضح أنه تم تنفيذ ما يقرب من 15 حملة خلال الشهر الماضى لضبط الأوضاع وتم رفع إشغالات الطريق وسحب رخصة المقاهى المخالفة ، مؤكدا انه فى حال تكرار المخالفة يتم مصادرة ما تتم ضبطه من إشغالات . وفى الوقت نفسه، أشار المهندس محمود فوزى رئيس حى العمرانية إلى أن المقاهى خلال فترة عيد الأضحى شهدت إقبالا كثيفا والكثير منها قام باستغلال أرصفة المشاة وقطع الطرق بالإشغالات كالطاولات والكراسى وغيرها إلا ان ذلك لم يمنع إدارة الإشغالات التابعة للحى من المرور فى الشوارع الرئيسية والفرعية التابعة للحى واتخاذ اللازم مع المخالفين، حيث تم تحرير ما لا يقل عن 50 محضر إشغال خلال أيام العيد . على صعيد آخر، يعيش سكان عمارات أطلس فى شارع حازم صلاح امتداد أبو داود الظاهرى بالحى الثامن بمدينة نصر مأساة حقيقية بسبب انتشار ظاهرة تحويل الشقق السكنية فى الدور الأرضى إلى مقاه والتعدى على المناطق المخصصة كحدائق المحيطة بالعمارات السكنية . فى البداية يقول أحمد ( حارس أحد العقارات ) إن المشكلة استفحلت فى نطاق عمارات أطلس ومشروع ال 33 عمارة مع ظهور مجموعة من الأشخاص يقومون بشراء الشقق فى الدور الأرضى بقيمة تتعدى قيمتها الحقيقية بكثير من أجل تحويلها إلى مقاه فى المنطقة، وأضاف أنه رغم تصدى الكثير من الأهالى لمحاولاتهم فإنهم نجحوا فى إقامة عدد من المقاهى فى المنطقة وهو ما يسبب إزعاجا للسكان . من جانبه يؤكد محمد أبو زيد ( مدير مبيعات ) وأحد سكان المشروع أن العقار الذى يسكنه ملحق به حديقة يحرص هو وجيرانه على الاعتناء بشكل دائم بها وتمثل لهم متنفسا هم وأسرهم فى ظل جو العاصمة الملوث إلا أنه فوجئ هو وجيرانه فى العقار بقيام أحد الأشخاص بشراء شقة فى الدور الأرضى وقيامه بتكسير حوائطها وعمل أبواب جرارة تحت ذريعة عمل صيدلية فى المكان وهو ما تصدى له السكان، نظرا لحظر القانون إقامة أى نشاط تجارى فى العمارات السكنية من خلال عمل محضر إثبات حالة وتقديم عدة شكاوى لرئيس حى شرق مدينة نصر طوال العام الماضى . وأضاف أن المشترى لم يكتف بذلك بل يحاول نقل أحد المولدات الكهربائية الملاصقة للعقار من أجل توفير مساحة أكبر للمقهى الذى يعتزم إنشاءه رغم أن تكلفة نقل هذا المولد تتجاوز ال100 ألف جنيه.