يبدو وهناك شواهد لذلك أن مهرجان أنطاليا السينمائى المعنون بالبرتقالة الذهبية ، والذى تنطلق فعالياته بعد غد الجمعة لن يكون جديده قاصرا فقط على الرؤى البصرية بتنويعاتها المختلفة، والتى ستقدم لرواده، بل فى الأمكانيات المصاحبة للياليه، فى تباين واضح عن ما كان يحدث فى دورات سابقة، والسياسة بطبيعة الحال ليست بعيدة عن هذا التغير. فرغم أن العام الماضى صادف مرور نصف قرن على تدشين المهرجان ، وهو ما كان يفترض أن يواكبه زخم خاص وامكانات استثنائية، احتفالا باليوبيل الفضي، لكن لم يحدث شئ من هذا القبيل، بحكم الموارد الشحيحة الممنوحة له من قبل وزارة الثقافة بحكومة العدالة والتنمية عقابا لبلدية المدينة المشاغبة والتابعة للشعب الجمهورى المعارض. على أية حال فالتغير ايا كانت نيات القائمين عليه، جاء فى النهاية لمصلحة محبى الفن السابع، فليالى الدورة الواحدة والخمسين هذه السنة، أصبحت تسع بعد أن كانت سبع سابقا، وهو ما يعنى ارتفاع عدد الشرائط السينمائية التى تم اختيارها وتمثل اركان المعمورة ، لتعرض على شاشات القاعات التى زادت هى الأخري، ولتضيف مناطق بالمدينة لإتاحة الفرصة لأبنائها لمشاهدة أحدث ما أنتجته استديوهات السينما فى العالم. فى المسابقة الدولية ، والتى من المفترض أن يتنافس على البرتقالة الذهبية، أكثر من خمسة عشر عملا ، ولهذا الغرض شكلت لجنة تحكيم بعناية ضمت أسماء ذات خلفيات دينية لم تكن مصادفة ، إذ يرأسها المصور والمخرج الامريكى اليهودى المخضرم جيرى سشاتزبرج صاحب التويعة الكلاسيكية الشهيرة Scarecrow من بطولة جين هاكمان وآل باتشينو، وكانت قد تقاسمت السعفة بمهرجان كان عام 1973 . أما الأعضاء فيتصدرهم الاكاديمى البولونى كريزسيزتوف جيرات مؤسس مهرجان الثقافة اليهويدية بالمدينة البولندية التاريخية كراكوف ، ومدير التصوير اليونانى أندرياس سينانوز المعروف عالميا بفيلم الابدية ويوم آخر Eternity and a Day 1998 للمخرج اليونانى تيودوروس أنجيلوبولس ، والناقد والمؤرخ الروسى آندريه بلاكهوف والمنتجة الايطالية تيلدا كروسى والممثل التركى الشهير بطل مسلسل حريم السلطان خليل آرجينتش Halit Ergenç وومصممة الديكور التركية أيضا زينب داداك وبخصوص مارثون السينما المحلية والذى يعتبر المهرجان بالنسبة لها بمثابة الاوسكار فيتسابق فيها اثنا عشر فيلما ولتشجيع الشباب ضمت القائمة خمسة أفلام هى التجارب الأولى لمخرجيها وجميعها تعكس التنوع فى تركيا الحديثة وتشكل رؤى يأمل منفذوها أن تكون جسرا للمستقبل، منها سمك لدرويش زعيم الذى قدم ثمانية اعمال طوال مسيرته السينمائية والتى بدأها نهاية تسعينيات القرن المنصرم والدراما الكوميدية فقط هذه العاطفة العظيمة لمخرجته تشيدام فيترينال والكوميدى قلوب موجوعة لعمر أوغور ، وموجود اعتراض كوميديا بوليسية أخرجها أونور اينلو وافضل واحد لايهان سونى اورك، وطعمه كمون لميلسا أونال وأغنية أمى لإيرول مينتاس .