للجار على جار حقوق تشبه حقوق الارحام ومنها الزيارة والتهادى والمواساه فى المصائب والمعونه عند الحاجة وكف الاذى ، قال رسولنا الكريم " مازال يوصينى جبريل بالجار حتى ظننت انه سيورثه" . ذكرت هذا الحديث لصديقتى وهى تشكى لى متضايقة من تصرفات احدى جارتها لها وانها تتعمد ايذائها هى واولادها وتقوم بتصرفات غريبة منها الضوضاء فى اوقات غير مناسبة ورمى القاذورات من الشرفة عليها والايذاء بالالفاظ الخارجة وعندما حاولت التحدث معها قامت بافتعال مشكلات معها حتى ان صديقتى فكرت جديا ان تنتقل من شقتها بسبب هذه الجارة التى لا تراعى اى حق من حقوق الجار. عندما سمعت صديقتى تذكرت مقالة قرأتها فى مجلة الاثنين والدنيا نشرت عام 1951 وكانت على لسان يوسف بك وهبى قال فيها "عندما كنت امضى اجازة العام الماضى فى اوروبا زرت لندن واستأجرت شقة مفروشة لاقامتى وما ان وضعت حقائبى فيها حتى زارنى مستأجر الشقة العليا وسألنى عن مواعيد نومى ويقظتى ... ودهشت فى بادئ الامر ولكنى بعد ان عرفت السبب ايقنت ان نجاح انجلترا فى حياتهم الاجتماعية تعود بلا ريب الى معرفة كل فرد منهم بما له وما عليه ولقد كان سبب الزيارة والسؤال ان جارى يرغب فى تنظيم مواعيد لعب اطفاله بالحديقة بحيث لا تقع فى اوقات نومى فتضايقنى ، وان هذه الحادثه لتتمثل فى ذهنى كلما وقع بصرى على اوجه الفوضى فى حياتنا عموما ، وان نجاح الدول من نجاح الفرد ونجاح الفرد يتوقف على طريقة احترامه لحقوق الغير " هكذا قال يوسف وهبى عن الاخلاق التى يجب ان يتبعها الجار لجاره وذلك يدل على ان تقدم الدول بسبب معرفتهم لحقوقهم وحقوق من حولهم واحترام هذه الحقوق . نحن نحتاج لعمل ثورة على الناس بعنوان " ثورة اخلاق " لا تغير الحكام هو الحل ولا تغير الحكومة يحل مشكلة انعدام اخلاق الناس. ان اعظم درس فى الاسلام هو الاخلاق فأن لم تكون مسلماً خلوقاً فأى درس من الاسلام تعلمت. لدينا مشكلات كثيرة عالقة لا تحل الا عن طريق الاعتذار والاحترام المتبادل وان من طبيعة الاشخاص المحترمين انهم يمنحون الاحترام لمن يستحقه ولمن لا يستحقه ، فوجب على هذه الجارة ان تعتذر وتقدم الاحترام لنفسها قبل جيرانها. وكما قال الرسول الكريم فى النهى عن اذى الجيران" من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذى جاره" ان الاخلاق هى عنوان الشعوب وقد حثت عليه جميع الاديان فهى اساس الحضارة ووسيلة للمعاملة بين الناس ، ان تصرفات الاشخاص تدل على اخلاقهم فى جميع معاملاتهم ، فأن الجار فى بعض الاحيان يكون اقرب من الاهل فلماذا نتعامل معه بعدم احترام ونكون ارتكبنا ذنب نحاسب عليه لان الله ونبينا الكريم وصانا على حسن معاملة الجار. وكما قال احمد شوقى "وانما الامم الاخلاق ما بقيت ... فأن ذهبت اخلاقهم ذهبوا". لمزيد من مقالات هبة سعيد سليمان