جاء عيد الاضحى لينقذ أسواق اللحوم، بعد ركود طويل،عانته محلات الجزارة والتجار، وأقبل الناس رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وخروجهم للتو من مصروفات المدارس المرتفعة والمرهقة لكل الأسر المصرية، ولم يجد المواطنون بديلا عن شراء اللحوم فى تلك الايام المباركة ليكون طوق نجاة للسوق والتجار معا. فى جولة حول محلات الجزارة التقينا احد الجزارين و يدعى قاسم بكر بكالوريوس تجارة ويعمل فى هذه المهنة منذ سنوات خلفا لوالده , فقال ان الفترة الماضية شهدت ركودا ملحوظا، لدرجة انه كان يقوم بغلق المحل كثيرا فور غروب الشمس، نظرا لقلة الاقبال على شراء اللحوم، و أكد اننا ننتظر موسم عيد الاضحى ليعوض خسارة العام . ويضيف المعلم جمال حسن الأسيوطى صاحب محل جزارة بمنطقة المقطم أن أسعار اللحوم هذا العام جاءت تنافسية بين الجزارين والحكومة خصوصا بعد انتشار المعارض والشوادر التابعة للحكومة فى كل محافظة وكثرة المعروض من الذبائح، وبأسعار أقل من القطاع الخاص، مما ساعد على تقارب الأسعار لصالح المستهلك. بينما قال على المغربى صاحب احد محلات الجزارة ان السوق لم تشهد حركة حقيقية الا منذ ايام مع قرب حلول عيد الاضحي، و أشار الى ان الملاحظ فى السنوات الاخيرة اتجاه كثير من الاسر الى المشاركة فى شراء العجول بدلا من الخراف لارتفاع سعرها , وتمتع العجول بكميات اكبر من اللحوم، مؤكدا ان اسعار الخراف ارتفعت ارتفاعا كبيرا فى السنوات الاخيرة مما ادى الى الاحجام عن شرائها، كما ان بعض الاسر اتجهت ايضا لشراء الجمال لرخص اسعارها . واكد انه من المتوقع ان يقل الشراء كثيرا فى الفترة المقبلة بسبب عادة الاسر انتهاز عيد الاضحى فى تخزين اللحوم لفترات طويلة . حسن حافظ صاحب احدى الشركات المستوردة للحوم، أكد ان حالة الركود التى اصابت سوق الجزارة سببها الاساسى الظروف الصعبة التى يمر بها المصريون، خاصة فى الفترة الماضية , حيث الخروج من رمضان و عيد الفطر والمصايف , الى جانب مصاريف المدارس التى انهكت الاسر , موضحا ان هذه الحالة لم تتغير إلا منذ ايام قليلة , وبالتحديد يوم الاحد الماضي، حيث الاستعداد لاستقبال عيد الاضحى الذى يفرض على الاسر شراء ولو كميات بسيطة من اللحوم . وأعرب حافظ عن سعادته لتوافر كميات كبيرة من اللحوم فى المجمعات و منافذ القوات المسلحة ووزارة الزراعة لسد جميع الاحتياجات , الامر الذى أسهم كثيرا فى ضبط الاسعار , ومواجهة جشع بعض التجار. وطالب حافظ بضرورة عودة تدخل الدولة فى منظومة اللحوم , حفاظا عليها من سيطرة شركات بعينها على تلك المنظومة ،التى يسهل معها استغلال المواطنين والتلاعب فى الاسعار و الغش فى احيانا كثيرة، من خلال قيام بعض هذه الشركات ببيع اللحوم المستوردة على انها بلدي، ولا أحد يعلم شيئا .! واكد سعد الحيانى ان توافر هذه الكميات من اللحوم هذا العام لم يحدث من قبل , وان القوة الشرائية زادت بشكل كبير هذه الايام على الفترات الماضية، موضحا ان هناك عجولا من السودان وامريكا اللاتينية والبرازيل، وعجولا من اوكرانيا ورومانيا ومن اوروبا , وضأنا مستوردا استراليا ومحليا ولحوم ضأن مستوردة من نيوزيلاندا واستراليا . و اوضح ان الاسعار مقبولة الى حد ما حيث لم ترتفع بنسبة كبيرة عن العام السابق , فقد ارتفع السعر نصف جنيه للجاموس » الحى « وجنيها زيادة فى اسعار العجول البقر البلدى اعن العام الماضى . واعلن محسن زاهر رئيس شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، ان هناك اقبالا غير عادى على اللحوم فى المجمعات الاستهلاكية , والتى لديها الكميات الكافية لمواجهة هذه الزيادة الضخمة فى الطلب على شراء مختلف انواع اللحوم . واستعرض بعض الانواع المتوفرة فى المجمعات، ومنها اللحوم السودانى الذى يباع الكيلو منها ب 35 جنيها للكيلو , ولحوم استرالية واروجوانية ب 45 جنيها للكيلو وهى مذبوحة فى مصر، اما اللحوم المجمدة فتبدأ من 25 جنيها للكيلو، وهى بتلو مجمد , و 30 جنيها للضأن المجمد، وهناك خراف طازجة ومستوردة يباع الكيلو منها ب 46 جنيها , وأخرى مجمدة بسعر 34 جنيها للكيلو، أما الضأن البلدى فيبلغ سعر الكيلو 65 جنيها، والبتلو البلدى 60 جنيها للكيلو ، وطبعا هناك لحوم كندوز برازيلى مجمدة ب 34 جنيها للكيلو . واوضح زاهر ان تعدد الانواع المطروحة فى المجمعات تلبى جميع الاحتياجات والرغبات، و بأى كميات فى حدود الاحتياجات العائلية .