العيد بعد غد إن شاء الله... كل عام وأنتم بخير أعاده عليكم وعلى الأمة الإسلامية باليمن والخير والبركات. من الجميل أن نفرح بالعيد.. ومن الجميل أن نقم بالشعائر الدينية التي حثنا عليها الإسلام واستنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نقم بالذبح، فهذا أمر من الله في كتابه العزيز.. ولكن!!! ولكن.. أيضا في الإسلام.. النظافة من الإيمان.. فليس من الإيمان أن نحول مصر الجميلة إلى "زريبة مواشي"أيام العيد! صبيحة يوم العيد، أتحدى أن يستيقظ أحدكم ولم يشتم رائحة الذبائح والدماء من داخل مسكنه، فالرائحة في كل مكان. منذ عدة أعوام، اقترحت على بعض سكان البرج الذي أسكن فيه، ألا يقوموا بعملية الذبح في القبو (الجراج) الذي يقع أسفل العمارة نظرا لروائح المخلفات بالرغم من النظافة التي يقومون بها، وأن يقوموا بعمل ذلك من خلال الجزارين الذين يتعاملون معهم، سواء في محلات الجزارة أو من خلال أماكن مخصصة لذلك.. في الحقيقة، هناك من استجاب للفكرة وأعجبته، وهناك من لم يجد أذان صاغية، أو على رأي المثل المصري الشعبي (عمل ودن من طين و ودن من عجين)! عجبي على من يرفض، فمن يرفض، يعد رافضا لفكرة النظافة التي أمرنا بها الإسلام.. أعتقد أننا من يفسد السلوكيات الإسلامية الراقية، التي من الممكن أن تعلي شأن الإسلام في العالم. لا أدري لماذا نصر نحن المسلمين (أو الأغلبية فينا) على تشويه صورة الإسلام الجميل، ليتهمنا الآخرين "بالهمجية والوحشية". الفكرة ببساطة، أقترح على المسئولين.. أن تخصص أماكن في كل حي ومنطقة سكنية يتم فيها نحر الذبائح دون أن نشوه مصرنا الجميلة.. وتتمثل في إقامة شادر في كل منطقة حتى نقلل من حجم التلوث الناجم عن هذه العمليات وما يسببه من أذي للصغير والكبير ولكل زائر لبلادنا، حتى أن نكون متحضرين. عنوان الإسلام الرحمة والرفق بالحيوان، فمن آداب الإسلام الجميل في أداء هذه الشعيرة، ألا تذبح ذبيحة أمام الأخرى، لكن هل هناك من يقم بذلك؟ بل على العكس، تذبح الشاة بوحشية أمام نظيرتها، مما يبعث الذعر في نفس الأخرى، و يجعلها تفر من المنحر، ويضطر لأن يذبح عنقها بالقوة مما قد يتسبب في كسر عنقها الأمر الذي ربما يفسد عملية النحر المذكورة بالطرق السليمة في الإسلام، وبعد ذلك لا ندري إذا كانت هذه الذبيحة سليمة (دينيا) أم لا!!! يحضرني رواية حكاها لي صديق عندما كنا نقوم بمناسك الحج معا، فروى لي أن أجنبية دخلت في الإسلام، وقررت القيام بالحج بعد الدخول في الإسلام مباشرة، فأصابها الذعر تماما كما أصابني عقب يوم عرفة، فبعد انتهاء هذا اليوم المقدس الجميل، لا يتصور أحد ما نسير عليه، من فضلات وقمامة ووسخ، أثناء خروجنا من عرفة قاصدين المزدلفة.. وترى الهمجية في سلوكيات المسلمين! الدين معاملة وسلوكيات ورحمة.. لكن صدق الإمام محمد عبده عندما قال رأيت الإسلام في بلاد غير المسلمين، ورأيت مسلمين بلا إسلام. من قلبي: الدين الإسلامي دين عظيم وسمح، ويجب أن نفخر به، دين يسر وليس عسر.. لكننا أنفسنا من نجعله معقدا ونحن من يشوه صورته أمام العالم بتصرفاتنا وسلوكياتنا التي تفتقر لسماحة وسمو الإسلام.. إذا ارتقينا بالدين الإسلامي.. نعز الإسلام ونرفعه إلى الدرجات العلا ونرغم (بسلوكياتنا ) الآخرين من شتى بقاع العالم على احترامنا واحترام ديننا.. بل نسهم في الوعي بالإسلام برقي تصرفنا وتحضر سلوكنا.. والإسلام براء من سلوكيات المسلمين المشينة! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن