اتفقت ردود فعل قادة الأحزاب والقوى الشبابية فى مصر على أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عكست مضامين قوية موجهة للعالم وسيكون لها مردودها ومساهمتها فى تغيير صورة مصر الدولية سياسيًا واقتصاديًا. فقد حملت الكلمة وفق تأكيدات تلك الأحزاب أربع رؤى رئيسية أولها: ان ما شهدته مصر بعد 30 يونيه ثورة شعبية ضد نظام الإخوان، وأنها عازمة على استكمال طريقها نحو التحول الديمقراطي. وثانيها، أن مصر تخوض حربًا ضد الإرهاب داخل حدودها وخارجها، ومكافحته تحتاج لعمل حقيقى على الأرض، وليس شعارات. وثالثها، موجهة لشعوب الوطن العربي، أكدت على ثوابت مصر تجاه خطورة المساس بأمن أى دولة عربية حتى لو كانت على خلاف معها، بمثابة مساس بالأمن القومى المصري. ورابعها، العمل على تطوير منظومة الأممالمتحدة وتوسيع قاعدة المقاعد الدائمة بمجلس الأمن، ومنها مقعد دائم لمصر. ومن جانبه أكد حزب الوفد أن خطاب السيسى يعد خطابا تاريخيا شاملا ومعبرا عن جميع المصريين ومصرهم الجديدة التى صنعوها بعد ثورتين عظيمتين، وأكد المستشار بهاء الدين أبو شقة السكرتير العام للحزب أنه أعاد لمصر ثقلها وريادتها أمام العالم، مشيرا إلى أنه بالرغم من كونها كانت موجزة إلا أنها كانت جامعة وحملت رسائل مهمة أبرزها رفض مصر للإرهاب بجميع صوره، وأنها لن ترضخ له وستواجهه بكل قوة من دون استثناء، وأن المصريين لديهم إرادة وعزيمة تمكنهم من بناء دولتهم من جديد بعد رفضهم لحكم الجماعة، التى أرادت الاستحواذ على كل شيء ففقدت كل شيء. كما أشاد بهتاف السيسى بخطابه بكلمة « تحيا مصر « فهذا حدث غير مسبوق بتاريخ جلسات الأممالمتحدة. فيما أكد محمد موسى عضو الهيئة العليا لحزب المؤتمر أن الخطاب كان قويًا ومعبرًا وتحدث بلسان جموع المصريين تحديدًا التحديات الكلية لظاهرة الإرهاب التى يكتوى منها العالم الآن، وتحذيراته السابقة من شيوع تلك الظاهرة بدعم غربي. كما أن تضمين الخطاب الحديث عن قناة السويس الجديدة تأكيدًا على دور مصر المحورى فى تنشيط التجارة العالمية وتمسكها بآليات السوق الحر، وقدرتها على استيعاب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية. فيما نظر حزب النور لمضامين الخطاب نظرة مغايرة بعض الشيء، كونه حمل إشارات كثيرة للعالم حول حقيقة التطورات الحادثة بالواقع السياسى المصرى بعد اللغط الذى أحيط به بعد 30 يونيه، وأن الدولة لا تقوم بإقصاء أو تهميش لأحد من أبنائها طالما التزموا بالقانون والدستور فى التعبير عن النفس. وأشار جلال مرة أمين عام الحزب لكون الخطاب فتح الباب لرؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار فى مصر، وهذا يؤكد أن الدولة المصرية تمتلك الأمن والأمان للاستثمار وأنه كان فرصة لأن يسمع العالم منا حقيقة ما يحدث فى مصر بعيدًا عن الأخبار مغلوطة. كما اثنى مرة على تحذير الرئيس من تنامى الفكر الإرهابى الموجه ضد العالم، وأن الإرهاب لا دين له ولا وطن، ومطالبته بأن يكون هناك تعاون عالمى لاجتثاث جذور الإرهاب كفر أو تحريض أو تمويل. كما اعتبره صلاح عبد المعبود عضو الهيئة العليا للحزب متناسقا وحوى رؤية واضحة لمصر حول الإرهاب وأنه وباء لا يفرق بين مجتمع وآخر، مشيرا إلى أن تواجد السيسى وكلمة أمام الأممالمتحدة يؤكد أن مصر بلد مستقرة كما أنه اعتراف بالوضع السياسى القائم فى مصر ويعطيه الشرعية. وأشاد بإشارة السيسى إلى أن الأمن القومى العربى لا يتجزأ عن الأمن المصري. أما القوى الشبابية فقط اعتبرته بمثابة عملية نحت لوجه مصر الجديد أمام أكبر تجمع دولي، تأكيدًا على دور مصر الإقليمى لمواجهة كافة التحديدات بما فيها التطرف والإرهاب. وأن رؤيته بأن تكون مواجهة الإرهاب شاملة سوف يكون لها مردود فى اعتمادها كآلية لموجهة كافة الجماعات الإرهابية التى تهدد استقرار المنطقة أيًا كانت عقيدتها الدينية أو السياسية، بالإضافة لكونها رسالة ذكية وقوية للدول التى ساعدت « بقصد « على نمو تلك الأفكار المتطرفة سواء بالتجاهل « المقصود « أو التدعيم والحماية. حيث أكد حزب الحركة الوطنية، أن كلمة السيسى أعادت لمصر وضعها الطبيعى والمحورى من جديد على الساحة الدولية ودورها الرائد فى التوازنات الدولية. وأكد مروان يونس عضو الهيئة العليا للحزب الحركة، أن تأكيد الرئيس على المضى قدمًاً لاستكمال خارطة الطريق وبناء مصر الجديدة، التزام جديد لترسيخ المسار الديمقراطي، وأن دعوته لقادة العالم لحضور المؤتمر الاقتصادى المصرى فى فبراير القادم تأكيدًا على الاستقرار الداخلى وقدرة مصر على استيعاب التدفقات المالية وتوظيفها لخدمة مشاريع تساهم فى رواج التجارة الدولية وأنه أعطى شحنة من التفاؤل للعالم وأصبح من الشخصيات المؤثرة دوليًا. فيما اعتبرها محمد حسين منسق حركة تمرد، تعبيرًا عن طموح وآمال المصريين فى مستقبل يحمل الكثير من الوعود للمصريين. واعتبرها عمرو على محمود أمين سر لجنة الانتخابات بجبهة الإنقاذ الوطني، وعضو المكتب السياسى بتكتل القوى الثورية الوطنية بأنها صوت مصر الجديدة أمام العالم وباتت كلمة التاريخية أمام الأممالمتحدة بداية لفصل جديد لعلاقات المصرية الدولية، ومسدلا الستار عن رفض اعتراف بعض دول العالم بما حدث بعد 30 يونيه. وأضاف أن السيسى قدم نفسه كمواطن مصرى له خلفية حضارية هى الأعرق بين كل الدول، وبدأ وختم خطابة بتأكيد الانتماءات الحضارية للمواطن والوطن وهى حلقات التواصل الهامة بداية من الحيز العربى إلى المحيط الأفريقي، متواصلة مع محيطها الجغرافى المتوسطي.