واصل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس لقاءاته المكثفة في نيويورك خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية ، وقبل لقائه مساء أمس الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة بأن الرئيس استهل تلك اللقاءات باجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أشاد مجدداً بالمواقف المصرية الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطينى، والتى تجسدت مؤخراً في الجهود التي بذلتها مصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإقرار الهدنة في غزة حقنا لدماء أبناء الشعب الفلسطيني. وشهد اللقاء استعراض نتائج المفاوضات غير المباشرة التي تُعقد برعاية مصرية في القاهرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، كما تم التطرق إلى الترتيبات الجارية لتنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيعقد في مصر في شهر أكتوبر المقبل. ثم عقد الرئيس لقاءً مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ، حيث أكد الرئيس حرص مصر على وحدة العراق وسلامة أراضيه وصون مقدراته ، مؤكداً وقوف مصر إلى جانب العراق الشقيق من أجل تحقيق الاستقرار ومساعدته على تجاوز أزمته. ودعا الرئيس إلى أهمية أن يكون العراق وطناً يتسع لكافة أبنائه دون تفرقة على أساس المذهب أو الطائفة، وأن يكون الجيش العراقي بعيداً تماماً عن الطائفية. كما تم أثناء اللقاء استعراض التطورات الداخلية في العراق، لا سيما ما يتعلق بمواجهة الجماعات الإرهابية التي ترتكب أفعالها باِسم الدين، وهو منها براء. ومن جانبه ، أكد الرئيس معصوم أن الحكومة العراقية الجديدة تعكس كافة أطياف الشعب العراقي بما يحقق التوازن المنشود ويساهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني ، كما أعرب عن تقديره للدور الذي تقوم به مصر في مساعدة بلاده، مؤكداً حرص العراق على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك مع مصر. وتضمن نشاط الرئيس مقابلة مع رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح الذي استهل اللقاء بالإعراب عن ارتياح وترحيب بلاده بعودة مصر إلى دورها الرائد في المنطقة العربية ، وأكد حرص دولة الكويت على زيادة استثماراتها في مصر، للمساهمة في مرحلة البناء المقبلة، أخذاً في الاعتبار اهتمام المستثمرين الكويتيين، على الصعيدين الحكومي والخاص، بالمشروعات التى تم طرحها ، ولا سيما فى ضوء التحسن الملحوظ الذي شهده مناخ الأعمال في مصر في الآونة الأخيرة. وأعقب ذلك لقاء مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، حيث تم استعراض تطورات الأوضاع في ليبيا وانعكاساتها السياسية والأمنية على دول الجوار الليبي. وعلى الصعيد الثنائي، أبدى الرئيس الموريتاني حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع مصر في كافة المجالات، منوها إلى أهمية الحفاظ على دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين، وهو ما رحب به السيد الرئيس.وقد تم الاتفاق على التحضير الجيد لتلك اللجنة بحيث تحقق كافة الأهداف المرجوة منها. وتلا ذلك مقابلة مع سيلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان الذي ثمّن دور مصر، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا، مشيدا بالدعم المصري لبلاده في مختلف المجالات، ولا سيما في مجال التعليم، ومعرباً عن تطلعهم لاستمرار هذا الدعم. وأضاف أن حكومته ملتزمة بالنهج السلمي لتسوية الأزمة الداخلية فى جنوب السودان. ومن جانبه، أكد الرئيس أهمية أن يمثل نهر النيل فرصة حقيقية للتعاون والتنمية في منطقة دول الحوض، وبما يحقق المكاسب لكافة الأطراف. كما تضمن نشاط الرئيس لقاء مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ، حيث تم بحث سبل دعم التعاون والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات ، كما اتفق الرئيسان حول أهمية تعظيم الاستفادة من مياه نهر النيل، وتحقيق الأهداف التنموية لصالح شعوب دول القارة دون الإضرار بمصالح أي طرف. وأكد الرئيس الأهمية التى توليها مصر لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية، منوها إلى أن مصر ماضية في توجهها نحو الاِنفتاح على القارة الأفريقية، ولا سيما دول حوض النيل.