أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن مصر تحتفظ بحقها فى مواجهة التطرف وباقى التهديدات التى قد تعترى أمنها القومى، منفردة. وجدد الرئيس - فى حوار أجرته معه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية - دعمه الولاياتالمتحدة فى حربها ضد تنظيم "داعش" الإرهابى، داعيا الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى ضرورة توسيع نطاق حملته ضد التطرف على نحو أوسع من العراق وسوريا. كما شدد على ضرورة ألا "تنفض" الإدارة الأمريكية يديها عن منطقة الشرق الأوسط التى تواجه تصاعدا فى موجة الإرهاب وحالة من عدم الاستقرار. وقال السيسى - فى الحوار الذى امتد لقرابة الساعة فى مقر إقامته بنيويورك مع الصحفى جاسون أندرو - "لا يمكننا أن نقلل من الخطر المحدق بالمنطقة، وأن نعزيه لداعش فقط والتصدى لها.. بل ينبغى أن نجمع فى أذهاننا جميع أجزاء لغز التطرف المسلح"، مشيرا إلى التهديدات الإرهابية التى تعصف بكل من ليبيا والسودان واليمن وشبه جزيرة سيناء، وحتى الغرب. فى الوقت ذاته، حذر السيسى من تدخل مصر بشكل كبير فى الحملة العسكرية التى تقودها الولاياتالمتحدة ضد داعش، موضحا أن الجيش العراقى والدول القريبة منها مثل تركيا والسعودية والأردن هى من عليها أن تلعب الدور الأكبر والأكثر مواجهة فى محاربة داعش. وقال: "إن أسس بناء أى تحالف موجود فى تلك الدول.. وإن رمزية بناء تحالف موحد مهمة جدا فى هذه المرحلة". وشدد السيسى على أن مصر ما زالت تحتفظ لنفسها بالحق فى مواجهة الإرهاب منفردة، وباقى التهديدات التى قد تعترى أمنها القومى. وحول الغارات التى استهدفت الحدود الليبية مؤخرا ، قال السيسى إن مصر لعبت دورا مهما جدا من أجل مساعدة الحكومة المنتخبة فى ليبيا على استعادة النظام مرة أخرى فى البلاد. وأضاف:" لقد عاوننا الحكومة الليبية، من أجل الوقوف على قدميها مرة أخرى، ومنحنا الليبيين الفرصة التى يحتاجونها". من جهة أخرى، أشار السيسى إلى حملته الواسعة من أجل إعادة إنعاش الاقتصاد المصرى وتمهيد الطريق للانتخابات البرلمانية القادمة. وقال: "نحن نبذل كل جهد من أجل صياغة تشريعات وقوانين تجعل الاستثمار فى مصر أكثر جاذبية.. نحن نقول دوما مرحبا بمصر الجديدة". وفيما يتعلق بملف صحفيى "الجزيرة" الصادر بشأنهم أحكام بالسجن فى مصر، قال السيسى إنه يحترم استقلالية القضاء فى هذا الصدد، لكنه عاد ليؤكد أنه لو كان رئيسا للبلاد فى تلك المرحلة التى جرى فيها اعتقال الصحفيين لما ترك الأمور تصل لتلك المرحلة. جدير بالذكر أن هذا هو الحوار الأول الذى يجريه الرئيس السيسى فى الولاياتالمتحدة منذ وصوله إلى نيويورك للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.