أثبتت حركة التاريخ أن مصر والسعودية هما ركيزتان أساسيتان من ركائز الأمن القومى العربى، وأى تهديد يواجه إحداهما يمثل خطرا كبيرا على المنطقة العربية. لذلك كانت الأزمات والأوقات العصيبة دائما مصدر تقارب كبير بين البلدين، لمواجهة الأخطار والحفاظ على الأمن القومى العربى، واتخاذ كل ما من شأنه حماية المصالح العربية العليا. وليس غريبا أن أول زيارة خارج الجزيرة العربية. يقوم بها الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة كانت إلى مصر، وهو صاحب المقولة الشهيرة «لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب»، وأن أول ملك عربى زار مصر عقب ثورة 23 يوليو 1952 هو الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود. ولا ينسى التاريخ الموقف الخالد للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود فى حرب أكتوبر 1973 عندما أوقف ضخ البترول واستخدم النفط لأول مرة سلاحا قويا فى الصراع العربى الإسرائيلى، وأدرك العالم بأكمله قوة العرب الاقتصادية وارتفعت أسعار البترول لأرقام قياسية. وفى جميع العهود وتحت كل الظروف ظلت العلاقات المصرية السعودية دائما فى وضع متميز لصالح الشعبين والأمة العربية، وكان التنسيق والتشاور مستمرا على كافة المستويات فى مواجهة الأخطار والتحديات. وعندما قامت ثورة 25 يناير 2011 احترمت المملكة إرادة الشعب المصرى، وحرصت على استمرار التعاون مع مصر رسميا وشعبيا حرصا على العلاقات التاريخية بين البلدين. وبمجرد أن تحرك الشعب المصرى فى مواجهة الجماعة الإرهابية التى حاولت اختطاف الدولة، وأسقط النظام الفاشى الذى حاول خداع الشعب واستخدم الديمقراطية سلما للتمكين، وضعت المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا تحت تصرف الشعب المصرى، وتحرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنفسه ليخرج على الرأى العام بكلمة قوية تؤكد دعم المملكة الكامل لإرادة المصريين. وسارعت الدبلوماسية السعودية لتتواصل مع كل القوى الدولية وتحثها على دعم مصر فى مواجهة الفاشية، اتخذت المملكة إجراءات فورية لدعم الاقتصاد المصرى، داعية فى الوقت نفسه إلى مؤتمر اقتصادى لتوفير كل الإمكانيات اللازمة للنهضة المصرية الجديدة. وبدأت مصر فى استعادة دورها القومى لتشكل مع السعودية قاطرة العمل العربى المشترك، ورأس حربة الأمن القومى العربى فى مواجهة خطر الإرهاب والجماعات التكفيرية ومحاولات إشاعة الفوضى. و «الأهرام» باعتباره أكبر وأعرق صحيفة عربية يقدم هذا الملحق الخاص عن العلاقات المصرية – السعودية، توثيقا لهذه العلاقة التاريخية، وهدية إلى الشعبين الشقيقين فى الذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد جميع أراضى المملكة العربية السعودية. لمزيد من مقالات بقلم: محمد عبدالهادى علام