لازالت أيادي الارهاب تمتد لتعبث بأمن الوطن مستهدفة أبنائه من رجال الأمن الساهرين علي حماية المواطنين ومكتسباتهم التي حققوها بعد ما استردوا حقهم في تقرير مصيرهم ، ورغم خوض اجهزة الامن لحرب شرسة مع العناصر الإرهابية والتكفيرية ونجاحها في إسقاط خلاياهم الواحدة تلو الاخري الا اننا مازلنا نتكبد خسائر يذهب ضحيتها رجال أوفياء من الشرطة في تفجيرات تلاحقهم بشكل مفاجيء أثناء قيامهم بعمليات التأمين ، ولاندري هل هذا بفعل تطبيق الإرهابيين لأفكار جديدة في عملياتهم الإجرامية ؟ أم أن الخطط الأمنية مازالت روتينية خاصة في مجال الخدمات بالشارع؟ " لايلدغ المؤمن من جحر مرتين" بهذا الحديث بدأ اللواء محمد نورالدين مساعد وزير الداخلية الاسبق كلماته حيث اكد علي ان حادث التفجير امام وزارة الداخلية الذي وقع أمس الأول مشابه للحادث الذي وقع امام جامعة القاهرة منذ شهور وراح ضحيته العميد طارق المرجاوي ، فلا يوجد مبرر لتكراره بنفس طريقة زرع عبوات ناسفة اعلي شجرة لتستهدف قوة تأمين ثابتة بجوار منشأة حيوية وهامة كما هو الحال في الوزارة والجامعة ، فلابد اولا عند تعيين مثل هذه الخدمات ان يتم "تعقيم" المكان عن طريق خبراء المفرقعات بتمشيطه والتأكد من خلوه من اي متفجرات ، ولا يقف الامر عند هذا الحد بل يتم تعيين احد افراد المفرقعات يصاحبه كلب مدرب كواحد من القوة الأساسية للخدمات التأمينية أو الأكمنة الثابتة لمدد طويلة. واشار نور الدين الي ان احد الشهداء في حادث امس الاول المقدم محمد ابوسريع شاهد في قضية وادي النطرون ويوجد ما يقرب من 30 ضابطا بالداخلية شهود في قضايا مختلفة مرتبطة بالإخوان ، فلابد من حماية الشهود فشهيد وزارة الخارجية انضم الي المقدم محمد مبروك شهيد الامن الوطني المسئول عن ملف الاخوان ، وايا كان الغرض من الحادث سواء عمل ارهابي او استهداف احد شهود وادي النطرون فالامر يتطلب تغير محلات إقامة الضباط كل فترة ، كذلك تغيير خطوط سيرهم وتأمينهم بالطريقة المثلي التي تحافظ علي حياتهم في المقام الاول ودورهم في الادلاء بشهادة الحق في قضايا مصيرية. ونبه نور الدين علي ضرورة أن تعي الاجهزة الامنية ان دورها في الاساس منع الجريمة قبل وقوعها وان ابناء الشرطة المصرية هم هدف للعناصر الارهابية والتكفيرية ، والفكر الجبان لهم يجعلهم يرون في افراد الاكمنة الثابتة والخدمات التأمينية هدفا سهلا لهم ودور الوزارة ان تقضي علي هذه الفكرة بتنشيط اجهزتها المعلوماتية و تنفيذ الخطط التأمينية بكل دقة ،فما تردد عن وجود سيدة منتقبة تسللت لمئذنة مسجد السلطان ابو العلا في إشارة إلي امكانية ان تكون القت او زرعت العبوة الناسفة من الاعلي هو في حد ذاته يكشف عن تقصير أمني، فهناك مايسمي بتأمين الاماكن المحيطة والمطلة ويفترض وفقا للالتزام بهذه الخطة ان نسبة تسلل اي فرد لاحد الاماكن المطلة علي مكان حيوي كوزارة الخارجية " صفر % " ، كذلك وجود قوة تأمين صباحا في هذه المنطقة لا يعني ان تكون المنطقة خالية من مظاهر الخدمات ليلا فتأمين هذه الأماكن لابد ان يكون علي مدار 24 ساعة ويمكن تخفيفة ليلا وليس منعه نهائيا حتي لا يترك المكان مرتعا للعناصر التخريبية تستهدف من خلاله ابنائنا فيقع الشهيد تلو الاخر . اللواء مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية الاسبق يؤكد علي المجهودات العظيمة التي تقوم بها الاجهزة الامنية بالداخلية والتي اسفرت عن ضبط ارهابيين وعناصر تكفيرية ، ولكن تبقي مآخذ عليها وهي الخطط الامنية المطبقة في التعامل مع الاكمنة الثابتة والمتحركة والتمركزات الامنية ، فلابد من مراجعتها حتي لا تبقي هدف سهل لهؤلاء الارهابيين. فاختيار الموقع السليم والانتشار الصحيح للقوات يمكن افراد الاكمنة من التصدي للعمليات الارهابية ويصعب عملية استهدافها من قبل العناصر الاجرامية ، اما بالنسبة للاكمنة المتحركة فيجب ان لا تكون في أماكن معتادة ، ومثال علي ذلك الأكمنة المرورية فلا يوجد سائق لا يعلم مكانها فما بالنا بالارهابيين الذين يرون فيها هدفا لاعمالهم . اما بالنسبة للتمركزات الأمنية فأشار البسيوني الي حادث وزارة الخارجية الارهابي ومن قبله حادث تفجيرات جامعة القاهرة حيث أكد علي ضرورة تمشيط أماكن التمركزات من قبل خبراء المفرقعا ت والابتعاد بها عن الأشجار أو إحاطتها بمرتفعات أو حدائق لسهولة تأمينها ، ولابد ان نستفيد من الحوادث الخاطئة وتفادي الأخطاء حتي لا يتساقط الشهداء ، ومن الضروري العمل علي " تحيير" العناصر الارهابية عن طريق تغيير أماكن التمركزات الامنية ، فلا يمكن رصدها زمانيا او مكانيا. كما نبه البسيوني علي تحلي ضباط وافراد الشرطة بالحذر فالإمام قبل كل صلاة يقول " صلي صلاة المودع" وأنا أقول لأفراد الأمن الواقفين في التمركزات والأكمنة " قف وكأن رصاص الغدر سيصيبك الان" لذا لابد من استدعاء أقصي درجات الحذر حتي لاينال الأغبياء من الانجازات الامنية التي تتحقق علي ارض الواقع.