محمد مندور– مواليد 1950– خزاف مصرى جمع فى تشكيلاته الخزفية بين التراث فى قيمته الوظيفية، والمعاصرة فى الجوانب الجمالية كشكل وقيمة لتغدو أعماله ذات حضور أنيق فى الفراغ .. فنان عصامى علم نفسه بنفسه وحفر اسمه ومكانته فى هذا المجال محليا وعربيا ودوليا حاصدا الجوائز وشهادات التقدير .. تلقيت منه رسالة تتضمن شكواه حول مما يعانيه فى مرسمه بالفسطاط معقل هذا الفن والذى أبدع بين جدرانه روائعه الخزفية من الآنية والمزهريات والقدور وأطباق الزينة التى طافت العالم .. وهذا نص الرسالة : تشهد منطقة الفسطاط بمصر القديمة نشاطا ملحوظا مند عدة سنوات تمثل فى إنشاء سوق الفسطاط وبيت القاهرة (وزارة البيئة) ومتحف الحضارة المصرية ودار الوثائق القومية الجديدة ونادى العاملين بالآثار ومركز الفسطاط للخزف والحرف التقليدية وقرية الخزافين بقصر الشمع، فضلا عما يجرى من تطوير وترميم للكنائس الأثرية بمنطقة مار جرجس ومجمع الأديان. ومنذ عدة أشهر، وفى أعقاب زيارة للمنطقة قام بها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، يجرى تطوير شارع جامع عمرو بن العاص وطريق العاشر من رمضان الذى يطل عليه متحف الحضارة ودار الوثائق القومية وبيت القاهرة والمدخل الجنوبى لحديقة الفسطاط ونادى العاملين بالآثار. ولكن على الجانب الآخر من نفس هذا الشارع تقع فواخير منطقة محجر بطن البقرة، التى تعد الملاذ الأخير لصناعة الفخار التقليدية فى مصر، فضلا عن كونها امتدادا للفواخير التاريخية القديمة التى استقرت فى هذه البقعة منذ قرون. ومنذ نحو اثنى عشر عاما بدأ العمل فى مشروع لتطوير مدينة الفخارين و الخزافين فى بطن البقرة لكى تحل محل المنطقة العشوائية غير المخططة. لكن المشروع يشهد منذ بدايته توقفات وتعثرات غير مفهومة أو مبررة، مما شجع الكثير من التعديات التى زحفت عليه، أخطرها مقالب الزبالة التى كادت تسد أبواب ورش الفخارين والفنانين فى المنطقة، وصارت أنشطة فرز القمامة و بعثرتها وحرقها تجرى على أعتاب مراسم المبدعين والفنانين المتمسكين بحرفة الآباء و الأجداد. وتفاقم الوضع بأن ظهرت مؤخرا مجموعات من الناس جلبت معها براميل معدنية ضخمة تملأ بالدهن المتعفن المجلوب من مخلفات المجازر وتشعل من تحتها نيران وقودها القمامة بهدف صهر هذا الدهن الكريه الرائحة. يحدث هذا أمام ورش الفنانين الذين عليهم أن يبدعوا وهم يكادون يختنقون بفعل الأدخنة المقززة و الضارة بالصحة والبيئة. وكل ذلك يحدث فى ظل حماية مجموعات من البلطجية وتجار المخدرات الذين يتحكمون فى المكان فور أن تغرب شمس كل يوم وعلى بعد أمتار من صروح حضارية ضخمة أنفقت عليها الدولة الملايين من كدح شعبنا المكافح (بالمناسبة: قسم شرطة مصر القديمة يقع على بعد أمتار مما يجري) اننى من خلال منبركم بجريدة الأهرام العريقة أتوجه الى كل المسئولين بمحافظة القاهرة ووزارتى الثقافة والآثار لإنقاذنا من هذا الجحيم. ولك منى خالص الشكر والمودة محمد مندور خزاف