جمعية الشيخ الحصرى التى تعمل فى مجال رعاية الأيتام تقدم روشتة علاج ودليل عمل لرعاية تلك الفئة ليس فى مصر فقط، ولكن فى العالم أجمع شهد بذلك كل من زار دار الحصرى لرعاية الايتام. بداية تؤكد ياسمين الحصرى، رئيس مجلس ادارة الجمعية، أن دور رعاية الأيتام هى التى حمت مصر من قنابل بشرية موقوتة ،كان مصيرها الشوارع والانفاق وتحت الكبارى، وقدمت لهم الحماية والرعاية المتكاملة، وإن كانت هناك بعض الدور أساءت الاستخدام أو فشلت فى فك شفرة التعامل مع الايتام، فمن الظلم أن نعمم تلك النظرة على كل دور الأيتام، فجميع الكيانات التى تتعامل مع فئات المجتمع - أيا كانت - بها الصالح والطالح ، وليس من العدل أن نعمم السيئ ونهمل الناجح . وقالت ياسمين : فى بداية انشاء الدار تمت مراعاة أن تكون غرف أولادنا شققا عادية تبتعد عن نظام «العنابر» وكل شقة عبارة عن غرفة للأطفال تشتمل على 3 أسرة مريحة ودولاب للملابس لكل طفل، وصالة للمذاكرة ، وغرفة عزل طبى إذا إصيب أحد أطفالنا لاقدر الله يتم عزله فيها حتى لا يصاب باقى إخوته بالعدوى ، ومطبخ صغير لتجهيز أى وجبات خفيفة، وجميع الأثاث بالغرف ليس به اى حواف حادة ، وأبواب الحمامات تبعد عن الارض بمسافة 20 سم، وتمت مراعاة أن تكون كل الشقق مزودة بكاميرات مراقبة تتابعها إدارة الدار ، ومجلس الإدارة، وهذه الكاميرات تلحق بها أجهزة DVR تقوم بتسجيل جميع الأحداث بالصوت والصورة وتتم متابعتها بشكل يومى، والإشادة بأى عمل ايجابى وتحفيزه، وعلاج أى تعامل سلبى والعمل على القضاء عليه .. وأضافت : قمنا بتزويد سكن أولادنا بمعمل للحاسب الآلى وغرفة للانشطة الفنية، وغرفة للاعمال الفنية ، وصالة كبيرة للتليفزيون والفيديو، إلى جانب تجهيز مطبخ كبير يخدم جميع اولادنا، ويقوم بوضع قائمة الطعام متخصصون فى الاغذية لمراعاة المراحل السنية وظروف الأولاد . وأضحت أن عدد اولاد «الحصرى» يبلغ 42( 35 ولداً + 7 بنات) وفى البداية تم إنشاء حضانة خاصة لهم بالجمعية مزودة بملعب حديث لكرة القدم وحمام سباحة نموذجى، بعدها تم إلحاقهم بمعهد الشيخ الحصرى الازهرى لغات ، ووصلوا حاليا إلى مرحلة التعليم الاعدادى ، ومنهم نماذج متفوقة ومشرفة ، وعدد قليل منهم لم تمكنهم قدرتهم على استيعاب اللغات الاجنبية فتم تحويلهم إلى مدارس اللغة العربية ، أما الحضانة التى أنشئت خصيصا لهم فقد تم حاليا تخصيصها لخدمة المجتمع فى مدينة السادس من أكتوبر، من خلال كوادر تعليمية متخصصة فى رياض الاطفال .. ونوهت الى أن جمعية الشيخ الحصرى تحرص على انتقاء فريق الإدارة والمشرفين بعناية فائقة ، حيث يتم الاستعلام عنهم بكل الوسائل الممكنة ، وتتم مراقبة جميع تصرفاتهم وافعالهم وتعاملهم مع أولادنا ، إلى جانب اخصائى اجتماعى وآخر نفسى يتابعان المراحل العمرية لاولادنا وكل جديد فيه ورسم الخطط المستقبلية لهم ، بالإضافة إلى الطبيب الذى يتابع الحالات الصحية لجميع الاولاد من خلال ملف طبى لكل طفل، و لا تدخر الجمعية جهدا فى التأهيل الدائم للمشرفين من خلال المحاضرات وورش العمل والمشاركة فى المؤتمرات والدورات التدريبية بمعرفة الخبراء المتخصصين فى هذا المجال. وقالت : أضاءت فى سماء دار الحصرى للايتام مجموعة من المواهب فى جميع المجالات فمنهم موهوبون فى الخط العربى، وآخرون يجيدون تلاوة القرآن الكريم، ومن يلعبون على الاورج والدرامز بكل مهارة، بالإضافة إلى مواهب كرة القدم وحراسة المرمى المشاركة فى أكاديمية النادى الاهلى والزمالك ، إلى جانب المهارات اليدوية التى ظهرت فى شغل السجاد والأعمال الفنية اليدوية الرائعة. ويشارك أولاد جمعية الشيخ الحصرى فى العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية التى تهدف إلى اندماجهم فى المجتمع ليكونوا أشخاصا متصالحين مع أنفسهم ومع مجتمعهم وأهم هذه المجالات على سبيل المثال حضور حفلات الأوبرا، الرحلات للنوادى الاستكشافية، زيارة بانوراما حرب أكتوبر، المعسكرات الكشفية ، زيارة مكتبة الإسكندرية، زيارة المتحف المصرى، رحلات بصفة دائمة للاسكندرية والاسماعيلية للترفيه .. ومن حب أولادنا للأنشطة أصبح الحرمان من النشاط هو العقاب القاسى لأى طفل، لأن الجمعية منذ نشأتها لا تؤمن بالعقاب البدنى ولا تعترف به كأسلوب علاج، وأضافت أن جمعية الشيخ الحصرى نهجت نهجا جديدا فى الاحتفالات الخاصة بيوم اليتيم حيث رفضت هذا المفهوم بعدما استشعرت الجمعية الآلام النفسية التى يعانى منها الطفل نهاية اليوم واحساسه أنه «تمثال للمشاهدة» فكان القرار بخروج الاطفال فى هذا اليوم فى قوافل خير ، تقدم المواد الغذائية للمحتاجين ليكونوا مصدرا للعطاء ،هذا إلى جانب المسابقات الثقافية والدينية التى تنظمها الجمعية لأولادنا ليتعودوا على البحث والاستطلاع ويتم تقديم الجوائز للمتفوقين لتحفيزهم ، ويتم اختيار الموضوعات بعناية فائقة بحيث يكون لها تأثير على نفسية الابن ومن أهم الموضوعات البحثية على سبيل المثال مفهوم الادخار، الايثار، احترام الآخر، القناعة ،الادمان .. الخ وفى إجازات المدارس وبجانب خطة النشاط الترفيهى والثقافى يتم تدريب أولادنا فى ادارات الجمعية المختلفة فمنهم من يعمل بالعلاقات العامة أو الاستعلامات، أو يقوم بتصوير الأوراق أو أعمال السكرتارية أو يتابع أعمال المطبخ والمخازن ، فقد يكون منهم من يجيد عملا معينا ويتقنه ويعمل به فيما بعد.. وقالت : كل هذه الانشطة ساهمت فى اندماج أولادنا مع المجتمع وشكلت حسهم الوطنى لحب مصر، الأمر الذى جعلهم يطلبون وبإصرار المساهمة بمصروفهم الصغير فى صندوق تحيا مصر، والتطلع لزيارة مشروع قناه السويس. وأضافت : وضعت جمعية الحصرى لائحة قوية تضمن الحفاظ على اولادنا ومشاعرهم فالكفيل يقدم ما يريد عن طريق ايصال رسمى معتمد من الجمعية ويتم دخول التبرعات للمخازن لتوزع على الجميع دون تفرقة، ومن حق الكفيل أن يجلس مع أولادنا ويتحدث معهم تتحت إشراف ادارة الجمعية والباب مفتوح لأى ملاحظات أو آراء تهدف إلى انجاح هذه المنظومة، لاننا ندرك اننا وحدنا لن نصنع النجاح وإنما تكاتف كل الجهود المخلصة التى تبتغى مرضاة الله هى التى تساعد على وصولنا إلى بر الأمان . رسالة وتؤكد ياسمين الحصرى فى النهاية أن مصر تعيش عهدا جديدا، ترنو إلى عقد اجتماعى يجمع شمل مصرنا ولن يتأتى ذلك الا بتضافر جميع الجهود من مؤسسات اجتماعية تساعد الحكومة فى رسالتها، واعلام موضوعى واع يسلط الأضواء على الجوانب الايجابية وينقد السلبية ويضع خططا وحلولا من خلال المتخصصين، ورجال الدين الاسلامى والمسيحى لوضع الأسس السليمة ومناهج التعامل، وخبراء علم النفس والاجتماع لوضع الخطط المستقبلية ونقاط القوة والضعف، إلى جانب الكفلاء أنفسهم شركاء النجاح فى أى مؤسسة اجتماعية فهم العين التى ترصد التعامل الحقيقى مع الايتام ولدى البعض منهم القدرة على تحليل الأمور من خلال احاديث الاطفال معهم فلابد أن يكون هناك جسر من التواصل بين الكفلاء ومسئولى الايتام من أجل ضمان حياه آمنة للأطفال .. كل تلك الجهود لابد أن تذوب فى بوتقة واحدة لتقدم فى النهاية دليل عمل ومنهجا لصالح رعاية أبناء مصر الايتام حفاظا عليهم وعلى مصرنا الغالية مصر.