فى خطوة هامة نحو إطلاق حرب أمريكية واسعة للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، وافق مجلس النواب الأمريكى ، الذى يسيطر عليه الجمهوريون، بأغلبية 273 صوتا مقابل رفض 156 صوتا على خطة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة، فى إطار استراتيجية واسعة النطاق لدحض التنظيم الإرهابي. ومن المنتظر موافقة مجلس الشيوخ الأمريكى على خطة أوباما خلال ساعات قبل دخولها حيز التنفيذ ، الأمر الذى من شأنه تشديد الضغط على التنظيم الإرهابي، فى وقت يتصدى فيه الجيش العراقى بدعم من الغارات الجوية الأمريكية بالقرب من بغداد. ومن ناحيته، أشاد الرئيس الأمريكى ب«هذه الخطوة المهمة إلى الأمام» للتصدى ل«التهديد الذى يمثله تنظيم داعش الإرهابي». وقال أوباما ، فى بيان أصدره البيت الأبيض ، إنه فى الوقت الذى تواصل فيه الولاياتالمتحدة العمل العسكرى ضد اهداف تنظيم داعش الإرهابى ، يعد تصويت مجلس النواب بمثابة خطوة أخرى نحو الحصول على تفويض لتسليح وتزويد عناصر المعارضة المعتدلة السورية بالسلاح حتى يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم ودحر قوى داعش فى سوريا مع خلق الظروف المواتية لتحقيق التسوية السياسية اللازمة لحل الأزمة السورية بصورة نهائية. وأكد أوباما أن برنامج تدريب المعارضة السورية سيتم خارج سوريا بالتعاون مع دول المنطقة ، وشدد على أنه لن يكون هناك أى عسكريين أمريكيين فى سوريا كجزء من هذا البرنامج. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تعلمت على مدى العقد الماضى خلال حملتها الناجحة فى تجريد تنظيم القاعدة من قدراته أن استغلال القدرات الأمريكية الفريدة لاقتلاع الإرهابيين بدعم شركاء الولاياتالمتحدة على الأرض هو السبيل الأكثر فاعلية. ومن ناحيته ، قال جون كيرى وزير الخارجية أمام مجلس الشيوخ إن «هذه ليست حرب الخليج فى عام 1991، وليست حرب العراق فى 2003». وأكد كيرى فى شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن الولاياتالمتحدة «لن ترسل قوات برية للقتال فى هذا الصراع». وأضاف «أريد ان أكون واضحا : القوات الأمريكية التى نشرت فى العراق لم ولن تكلف بمهمات قتالية». وقال كيرى «أنا على ثقة اننا باستراتيجيتنا وبدعم شركائنا سنحصل على كل ما نريد، وبمساعدة الكونجرس سننجح فى إضعاف هذه المنظمة الوحشية والقضاء عليها أينما كانت فى نهاية الأمر». وفى الوقت ذاته ، حذر جاك لو وزير الخزانة الأمريكى من أن واشنطن تعمل مع الأسرة الدولية على «قطع» التمويل الذى يحصل عليه تنظيم داعش، الامر الذى وصفه ب«المعقد». وقال خلال مؤتمر فى جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس «من المهم جدا التعاون مع شركائنا فى العالم من أجل تحديد ومحاولة قطع ما يمكن من تدفق التمويل» الذى يحصل عليه التنظيم الإرهابي. وأضاف ردا على سؤال لأحد الطلاب «إنها عملية معقدة لأنها لا تتسم بالشفافية ، ولا يعرف أيضا مصدر هذا المال ولا الطريقة التى يصل من خلالها».