اعتبر يوم الخميس الموافق الرابع من شهر سبتمبر سنة 2014 ... يوما خالدا فى تاريخ الوطن ... يوم كانت له «قراءة» خاصة جداً ... فقد كان هو اليوم الأول لطرح شهادة استثمار قناة السويس للبيع فى كل أفرع البنوك التى تم تحديدها من البنك المركزى المصرى ... كان يوماً تاريخياً بمعنى الكلمة ... الحالة الاقتصادية متردية ... السوق تعبان ... حركة البيع و الشراء متعثرة ... الطقس حار جداً فوق المتوقع ... الكهرباء انقطعت فى معظم محافظات مصر ... أفرع البنوك المطروح فيها بيع شهادة استثمار قناة السويس أظلمت ... أجهزة الكمبيوتر خرجت من الخدمة ... خطوط مترو الأنفاق وسيلة المواصلات الأهم فى العاصمة الكبرى توقفت عجلاتها ... محطات تموين السيارات تعطلت ماكينات ضخ وقودها ... وعلى الرغم من كل تلك المعوقات ... ذهبت جموع الشعب إلى أفرع البنوك فى كل مصر و«ضخت» ستة مليارات جنيه فى جسد قناة السويس الجديدة فى يوم واحد ... واستمر فى ضخ وقوده فى قناة السويس الجديدة حتى اقترب من تغطية نصف تكلفة إنشاء القناة التى تبلغ ستين مليار جنيه حتى يوم الأربعاء الماضى لحظة كتابة هذا المقال ... وقد كان من أجمل وأعظم «القراءات» التى تقرؤها فى مشهد الرابع من سبتمبر سنة 2014 ... هو اختفاء خريطة تقسيم مصر التى يسعى إليها أعداء الوطن جاهدين من يوم 25 يناير 2011... فقد ذاب الصعيدى داخل السواحلي... والريفى مع الحضري... والمسيحى مع المسلم ... والسيدة مع الرجل ... والشاب مع الشيخ ... قد التقوا جميعاً فى أفرع البنوك المصرية الوطنية ... يكتبون ورقة جديدة من أوراق كتاب التاريخ المصرى ... إن ذلك الإقبال الشعبى على شراء شهادة استثمار قناة السويس هو بمثابة «استفتاء» شعبى على قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الأشهر الثلاثة الماضية من يوم توليه مهام قيادة الوطن ... فقد تدافعت جموع الشعب على البنوك دعماً للوطن وانطلاقاً من ثقتها فى قيادته التى دعت فلبى الشعب النداء ... فقد نجح الرجل بعد أربع سنوات عجاف أن يشجع الشعب المصرى ليُخرج من خبيئته الفرعونية نصف تكلفة حفر القناة خلال أربعة أيام فقط ... إنه رئيس آمن بقدرات شعبه على الوقوف إلى جانب وطنه ... فبادله الشعب إيماناً بإيمان ... وذهب إلى البنك بما تحت «البلاطة» ... و«البلاطة» نفسها كمان... نحن أمام رئيس لا يتعامل بمنهج «الترحيل» إلى فيما بعد ... نحن أمام رئيس لا يعمل وفق المنهج الأزلى «احيينى النهارده وموتنى بكره» ... نحن أمام رئيس يريد «القطعس« و«المواجهة» و«البدء» و«الحل» من اللحظة ... كان صادقاً فصدقه الشعب ... ومن أعظم قراءات «شعب الشهادة» ... الذى ذهب بالملايين لشراء «شهادة» استثمار قناة السويس... أنه أثبت بالفعل أنه شهيد الوطن فى وقت السلم ... كما أثبتها من قبل فى أوقات الحرب ... شعب دافع عن قناته مرة بالسلاح... و مرة بالإيداع ... إنها «قراءات» الشعب المصرى التى يرسلها وقت اشتداد الأزمات ... إنه شعب يحتفظ بسره داخله ... كمثل سر بناء أهراماته ... سر لا يعرفه أحد ... لمزيد من مقالات مؤنس زهيرى