منذ أيام صدر عن دار المدى بالعراق كتاب «فن القراءة» لالبرتو مانجويل الذى عرفناه من قبل بكتبه الرائعة «تاريخ القراءة»، و «يوميات القراءة» و«المكتبة فى الليل». وعن دار الساقى فى بيروت يصدر له قريبا كتاب «مع بورخس»، وكانت دار طوى السعودية اصدرت له منذ اشهر روايته «كل البشر كاذبون ». ومانجويل متخصص فى «فن» لا يجيده غيره وهو الكتابة عن الكتب, فهو عمل دبلوماسيا فى اكثر من بلد مثل الارجنتين، فعرف ثقافتها ومكتبتها.وقد احب القراءة عندما كان طفلا يذهب الى المكتبة الوطنية فى بيونس ايريس, وكان مديرها القاص العالمى خورخى لويس بورخس, لكى يقرأ له لأن الاخير كان لا يرى وبالتالى لا يستطيع ان يقرأ لنفسه . احب مانجويل القراءة كما احبها بورخس لكنه قرر ان يجعل الآخرين يحبونها كما احبها. من هنا جاءت كتاباته الرائعة عنها والتى حفرت مجالا فى فن الكتابة لم يكن موجودا قبله . هناك عشرات كتبوا عن الكتب مثل هنرى ميلر فى «الكتب فى حياتي» او عباس محمود العقاد فى «بين الكتب والناس» و«ساعات بين الكتب» وغيرها ولكن ما يكتبه مانجويل يختلف جذريا عن كل الذى كتبه غيره فى هذا المجال . فهو يرى ان القراءة بدأت مع تأليف الحسن بن الهيثم كتاب «المناظر» لأنه بدونه لم يكن الناس تستطيع ان تقرأ بصورة منهجية. كانت القراءة بالنسبة له هواية لكنها مع مرور الزمن اصبحت احترافا كما كان نقيب النقباء كامل زهيرى يقول لنا «انا كاتب هاو لكنى قارئ محترف» . فكتاب فن القراءة عبارة عن محاضرات عن القراءة حاضرها فى جامعات كبرى او منتديات ثقافية كبري, وهو الامر الذى خشى معه متخصصون من ان هذا الاسلوب قد يحول القراءة الى سلعة, لكن هذا الطرح مردود عليه بأن مانجويل يحبب الناس فى القراءة وهو أمر مطلوب من اجل الخروج من حالة الخواء الفكرى التى يعيشها العالم الآن . ولا اعتقد ان غيره يفعل مثل ما يفعله مانجويل فى العصر الحاضر.