أكد تقرير لجنة تقصي حقائق مجلس الشعب حول كارثة استاد بورسعيد مسئولية عدة جهات عنها ومنها الفضائيات الرياضية التي نتج عن أدائها تعصب كروي اسهم في زرع الكراهية بين جماهير أندية الدوري العام لكرة القدم, ومع استمرار الحال علي ما( هي) عليه يطرح السؤال نفسه: من يوقف فتنة الفضائيات الرياضية في ظل الغياب الرقابي عليها؟ يقول الناقد الرياضي عصام عبد المنعم: إن الفضائيات الرياضية( عنصر سلبي) تمت إضافته للرياضة بصفة عامة ولكرة القدم بشكل خاص فمنذ بدء بثها والغالبية منها مملة بسبب تركيز ساعات إرسالها علي نقل وتحليل مباريات الدوري العام لكرة القدم المصري فقط في برامج كانت تمتد لساعات طويلة شملت كل ما كان يثير التعصب من رصد لأخطاء التحكيم وتجاوزات الجماهير, مما أدي إلي وجود حالة رفض متبادلة بين مشجعي الأندية, وحتي لا تتكرر كارثة بورسعيد يجب التصدي لتلك الفضائيات الرياضية من خلال( مجلس أمناء للإعلام الرياضي) يكون تابعا لمجلس الشعب يتم تشكيله من خبراء الإعلام والرياضة تكون مهمتهم وضع ميثاق شرف إعلامي علي أن تتوافر لهم صلاحية تطبيقه بتشريع من مجلس الشعب يشمل ضوابط عمل لها ومنها ضرورة وجود الروح الرياضية بصفة أساسية في برامجها التي يجب أن تخضع للرقابة مع شراء حقوق بث البطولات في ألعاب متنوعة وليس دوري كرة القدم المصري فقط وأن مقدمي البرامج يجب أن يكونوا من أصحاب الموهبة والمؤهل الإعلامي والتدريب الجيد, فليس كل لاعب سابق صالحا لتقديم البرامج ولكن يمكنه تحليل المباريات فنيا فقط. وهو ما يؤكده د.عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة ويقول: لقد أصبح من الضروري انشاء مجلس للفضائيات يقرر علي وجه السرعة إيقاف أي تراخيص جديدة لفضائيات رياضية, ثم إجراء دراسة ذات توصيات ملزمة حول أداء كل الفضائيات الرياضية عن الفترة الماضية, كما يجب توقيع عقوبتي الغرامة المالية والإنذار الذي يليه إيقاف البث علي الفضائيات الرياضية التي يثبت إثارتها للجمهور عن طريق رصد ما قدمته قبل فترة من جريمة بورسعيد وإلزامها جميعها بالدفع بوجوه جديدة تمتلك خبرة إعلامية وقدرة علي تقييم الكلمة قبل النطق بها واستبعاد مقدمي البرامج الذين يتأكد دورهم في التحريض عن طريق الإثارة وإشعال نيران الفتنة بين المشجعين لتحقيق الأرباح لهم ولقنواتهم الرياضية بدون أي حساب للعواقب الكارثية علي الوطن بعد أن تحول تقديم البرامج إلي( مهنة من لا مهنة له). ويؤكد الناقد طارق الشناوي أن انفلات الفضائيات الرياضية قد بدأ منذ أزمة مباراة الجزائر الشهيرة التي كشفت عن عدم وجود أي خلفية سياسية أو ثقافية لدي مجموعة من مقدمي برامجها حيث تحول فيما بعد عنفهم اللفظي علي الشاشة في تلك الفترة إلي سلوك إجرامي في الملعب كما حدث في كارثة بورسعيد ويجب معاقبة كل مقدمي البرامج الذين يثيرون الفتنة الرياضية عن طريق إيداعهم في مراكز التأهيل النفسي لفترة لكي يصبحوا( لائقين) لمواجهة المشاهد من جديد. وقبل النهاية.. إذا كان العالم قد وقف دقيقة حدادا علي شهداء كارثة بورسعيد فإن مصر يجب عليها أن تقف عاما كاملا يتم خلاله إلغاء الدوري احتراما لمن لم تجف دماؤهم كخطوة أولي يليها سريعا القصاص من الجناة ويتبعها الثالثة وهي إعادة تقييم الفضائيات الرياضية حتي لا تتكرر المأساة من جديد قبل أن يتحول جمهور جديد لشهداء ثم نكرر الصرخة من جديد: أوقفوا فتنة الفضائيات الرياضية ووقتها بدلا من الدموع سوف تبكي العيون دم!