أمام الانقسامات المخيفة في الشارع المصري ما أحوجنا الآن للحوار.. إن الأزمة الحقيقية أن الحوار غاب تماما من حياتنا ابتداء بالأسرة وانتهاء بالمدرسة والجامعة والنادي..لم نعد نسمع الآن عن لقاءات فكرية أو ثقافية يمكن أن تعيد التواصل بين فئات الشعب المختلفة.. كثيرا ما نسمع عن خلافات وانقسامات داخل البيت الواحد.. للزوجة رأى وللزوج مواقف وحتى الأبناء بينهم صراعات دامية..أين قدسية الاباء والأمهات أين حرصهم على الأبناء وخوفهم عليهم .. أين هذا كله والبنت تنام في الميادين وأثناء المظاهرات تلقى الحجارة وتشعل الصواريخ في المدرجات .. أين علماء الدين ورجاله من قضايا الفكر والدين عند الشباب وأين الإعلام ودوراته وبرامجه في هذه الدوامة التي نعيشها .. حتى كرة القدم والرياضة تحولت إلى انقسامات بين شباب الأندية وهذه الأعجوبة الجديدة التي تسمى شباب الالتراس كيف تشكلت ومن وراء هذه الظاهرة وكيف يمكن ترشيدها..لا أعتقد أن الحل يمكن أن يكون في أقسام الشرطة أو قوات الأمن أن الحل ينبغي أن يبدأ من الأسرة وهى مسئولية المدرسة والجامعة وعقلاء النوادي من يتابع الشارع المصري الآن سوف يكتشف أننا تحولنا إلى شراذم على مستوى الأفراد وفئات على مستوى الفكر وعشوائيات ومنتجعات على مستوى الحياة والمعيشة.. إن المطلوب أن يذوب المجتمع بكل تياراته ليعود الانتماء لشيء جميل وعزيز اسمه الوطن .. كنا نشجع كرة القدم والرياضة بكل أشكالها ولم يكن التشجيع في يوم من الأيام لأسباب سياسية أو دينية أو عقائدية كانت الرياضة تمثل متعة جميلة لنا فى كل صورها وكانت كرة القدم تمثل عرسا رياضيا لكل المصريين كان التشجيع عملا اخلاقيا ملتزما وكان النصر او الهزيمة احساسا عاديا لا يتجاوز اللحظة..إن السياسة إذا دخلت شيئا أفسدته وصراعات الفكر مكانها الحوار واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية..والرياضة متعة لكل عشاقها وما أكثرهم ..أقول ذلك وأنا أتابع بحزن شديد معركة النوادي مع شباب الالتراس يجب أن ندرس الظاهرة ونكشف ما وراءها ونعيد شبابنا إلى صوت الحكمة والضمير والحرص على هذا الوطن. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة