العمليات العسكرية التى يقوم بها الجيش الاسرائيلى من آن لآخر جعلت المجتمع الاسرائيلى يعيش حالة استنفار دائم فما إن تدوى صفارات الانذار حتى يهرع الجميع إلى مخابئ الطوارئ المحصنة، وظهر ذلك جليا أثناء عملية الجرف الصامد الأخيرة ضد قطاع غزة ففور إطلاق حماس للصواريخ باتجاه المدن هناك كان الجميع يسرع للاختباء فى أقرب مخبأ لكن يبدو ان بعض الاسرائيليين يستغل هذه المخابئ فى أوقات الهدوء لاغراض اخرى مثل تصنيع المخدرات ! وهذا ما حدث بالفعل فقد تحول مخبأ فى منطقة كريات جات السكنية إلى معمل تصنيع مخدرات ومكان لممارسة ألعاب القمار، وعند مداهمة قوات الأمن للمكان عثرت على مخدر الماريجوانا والحشيش وأيضا منضدة قمار تقول صحيفة معاريف ان هناك مفاجأة كانت فى انتظار قوات الامن عند وصولها لمخبأ بكريات.. رجال الشرطة حينما وصلوا إلى باب المخبأ وجدوه مغلقا بالقفل وخلال ثوان قاموا بتدمير القفل والدخول إلى المكان وبتفتيشه استطاع الكلب البوليسى استخراج لفافة من مخدر الماريجوانا واخرى من مخدر الحشيش كانت مخبأة فى المكان إضافة إلى منضدة قمار عليها بعض الاموال والمشروبات الكحولية. ومع استمرار تفتيش المكان لاحظ رجال الشرطة وجود جدار من الجبس وبعد تحطيمه وجدوا خلفه غرفة صغيرة بداخلها معمل كامل لتصنيع المخدرات و به أدوات وموازين. وقد صرح قائد شرطة كريات جات بان استخدام المخابئ فى غير الغرض المخصصة له يعيق وصول المواطنين إليها فى حالة الطوارئ وعند سماع صفارات الانذار . وقد كشف بحث أجرته جمعية ثقافة السكن الإسرائيلية أن حوالى 83% على الأقل من المخابئ العامة المحصنة فى تل أبيب غير صالحة لاستيعاب الإسرائيليين فى أوقات الحروب والطوارئ. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن إجراء البحث جاء بناء على تعليمات الجبهة الداخلية الإسرائيلية لتجهيز جميع المخابئ الموجودة تحت الأرض لاستيعاب حوالى مليون إسرائيلى تحسبا لسقوط الصواريخ فى أى وقت وأضافت الصحيفة أنه فى حال تحقق سيناريو مهاجمة إسرائيل فإن مدينة تل أبيب لن تكون جاهزة للتعامل مع هجوم كيماوى. وأضافت الصحيفة أن بلدية تل أبيب أعدت بالتنسيق مع الجبهة الداخلية 241 مخبأ عام مزود ب 111 منظومة تصفية من الغازات الكيماوية، وعلى مساحة 25 ألف فدان وتستوعب حوالى خمسين ألف شخص. الجدير بالذكر أن جميع المخابئ الموجودة تحت الارض تابعة لقيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية حيث ان رجال الجبهة الداخلية تدربوا على الوصول إليها، وإمدادها بالمعدات، والمياه والغذاء، وأيضاً تشغيل مداخل الخروج والدخول. ولعل المخابئ في إسرائيل ولكونها دولة اعتادت على الحروب تشكل أحد أهم عناصر حماية الجبهة الداخلية هناك، ومع ذلك فقد تبين ان مخابئ منطقة وسط إسرائيل تشكل خطورة على مستخدميها أكثر مما تقدمه من حماية. وبحسب ما نشرته صحيفة يديعوت احرونوت فقد أجرت وزارة البيئة الإسرائيلية مؤخرا فحصا على 179 مخبأ في مدن تل ابيب ، رمات جان ، جفعتايم ، حولون ، بيت يام ، هرتزيليا لتجد أن 177 مخبأ غير صالح للاستخدام ويشكل خطرا على مستخدميه. وأضافت الصحيفة ان هناك مواد مسرطنة في هذه المخابئ وكذلك تنتشر في الجو المواد السامة والتي تسبب الأمراض وأوضحت الصحيفة ان وزارة البيئة لم تحدد مصدر هذه المواد ان كانت قد انتقلت بفعل الرياح وتجمعت داخل هذه المخابئ ، أو من خلال تسرب غازات سامة موجود في المنطقة أو أسباب أخرى غير معروفة لدى وزارة البيئة . وفى عام 2012 أجبرت الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية على بلدات جنوب إسرائيل، العشرات من الإسرائيليين على الاختباء في مواسير صرف صحي خرسانية، تم نشرها على عجل في مناطق مفتوحة. وعلى ما يبدو فإن قوة التحمل التي تتمتع بها مثل هذه المواسير دفعت السلطات الإسرائيلية إلى نشرها في عدد من المناطق التي تسقط فيها صواريخ المقاومة الفلسطينية، في حل سريع لمشكلة تأمين سكان هذه المناطق، رغم أنها ليست معدة لأغراض الاختباء. وأظهرت صور عدة نشرتها وسائل إعلام عشرات الإسرائيليين وهم يركضون للاحتماء في هذه المواسير مع انطلاق صفارات الإنذارات التي تدوي مع كل موجة صواريخ تنطلق من غزة باتجاه إسرائيل.وكانت هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها الإسرائيليون إلى هذا النوع من المخابئ . ولجأ بعض الإسرائيليين أيضا للاحتماء بمحطات مترو الأنفاق والقطارات. ولم تكن المواسير ملجأ للمدنيين الإسرائيليين فقط، بل أظهرت صور جنود في قواعد عسكرية على حدود قطاع غزة وهم يختبئون في إحدى المواسير تفاديا للصواريخ الفلسطينية.