استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وليد جنبلاط، الزعيم الدرزى اللبنانى وقائد الكتلة النيابية اللبنانية، يرافقه كل من وائل أبو فاعور، وزير الصحة، وأكرم شهيب، وزير الزراعة، وغازى العريضي، وزير الاشغال العامة والنقل سابقاً، و علاء الدين تور، وزير المهاجرين سابقاً. واستهل جنبلاط اللقاء بالإعراب عن خالص تمنياته لمصر، حكومة وشعبا، بكل الخير والتوفيق، وتحقيق المزيد من التقدم والاستقرار على كافة الأصعدة، ولاسيما السياسى والاقتصادى منها. واستعرض جنبلاط تداعيات الأزمة السورية على لبنان، ولا سيما فى ضوء شغور منصب رئيس الجمهورية منذ الخامس والعشرين من مايو الماضي، معربا عن أمله فى أن يتمكن لبنان قريبا من التوافق على رئيس جديد يسهم فى تعزيز أمنه واستقراره. كما أكد جنبلاط محورية الدور الذى تقوم به مصر فى المنطقة، على الصعيد السياسى ولنشر الفكر الإسلامى المعتدل، ومكافحة التطرف والإرهاب، متطلعا إلى مواصلة الجهود المصرية لتثبيت الإسلام المعتدل بتعاليمه السمحة فى المنطقة. وأعرب جنبلاط عن تطلعه إلى قيام مصر بدور فى تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء فى منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، وعلى مستوى لبنان بصفة خاصة، وبما يحقق صالح الشعوب الإسلامية والعربية. وصرح السفير إيهاب بدوى، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بوليد جنبلاط، مستعرضا عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة السورية، ومشددا على ضرورة تقوية الجبهة اللبنانية الداخلية، حفاظا على وحدة واستقرار لبنان. وأكد الرئيس أنه على الرغم من أن اختلاف المذاهب الدينية يمكن أن يوفر بيئة للثراء الفكرى والدينى، إلا أن هناك من يحاول استغلاله لبث الفرقة وشق الصف، محذراً من محاولات استغلال الدين كأداة لفرض السيطرة والنفوذ على الشعوب العربية، بما يساهم فى خلق بيئة خصبة لنمو وانتشار الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، وأضاف الرئيس أن ما يعزز من هذه البيئة ويوفر المبررات لمدعى الدين والإرهابيين هو استمرار القضية الفلسطينية على مدار عقود دون تسوية عادلة تؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وعلى صعيد الأمن الإقليمي، أكد الرئيس حرص مصر على أمن منطقة الخليج العربي، مشددا على أن أى ترتيبات فى المنطقة يتعين أن تأخذ بعين الاعتبار الشواغل الأمنية لمصر ولدول الخليج العربى على حدٍ سواء.