"بقى هى دى الحرية اللى قمنا علشانها بثورة " هذه العبارة سمعتها من سواق ميكروباص قالها لضابط المرور اعترضاً منه على سحب رخصته وتغريمه مبلغ مالى والسبب انه تحت السن القانونى لاستخراج رخصة قيادة، والاصعب قيادة الميكروباص وهو صغير السن وتعريض ارواح الركاب للخطر وكان منفعلاً وعصبياً وكأن الحق معه. فرد عليه الضابط " انها قوانين المرور التى يجب ان تتبع ولا علاقة لها بالحرية ". استغربت جدا هذا الموقف وسألت نفسى هل الحرية تعنى ان نتخطى كل القوانين ولا نحترمها طبعا لا ، ولكن الناس الان لها مفهومها الخاص تجاه الحرية .. فكل شخص يعتبر من حقه تنفيذ ما يشاء حتى ولو تعدى على حقوق الاخرين والغريب انه يعتقد ان الثورات التى قام بها المصريين كانت لأجله ولأجل حريته الخاطئه . إن الحرية تقف عند حرية الآخر.. فمؤخرا تم نقل الباعة الجائلين الى مكان اخر حتى لا يكونوا عائق امام حركة المرور ولكنهم قابلوا ذلك بالاعتراض على القرار واعتبروا ان الحكومة تمنع عنهم ارزاقهم وتتعدى على حريتهم فى مكان عملهم ونسوا تعديهم على حق المشاة والسيارات فى الطريق الذى يقفوا فى منتصفه .. ومع ان الرزاق هو الها سبحانه وتعالى وليس بيد احد ان يمنع رزق الله مقدره وان رزقهم سيذهب اليهم اينما كانوا فذلك وجب عليهم احترام حق الناس فى الشارع فلماذا الاعتراض والمناده بالحرية التى لا يفهمها سواهم . وما لفت نظرى ايضا ما يفعله مشجعى كرة القدم واللذين يطلقون على انفسهم "الويت نايتس" ، "والالترس الاهلوى " بالاعتراض على الاحكام التى تصدرها وزارة الداخلية لحماية المشجعين عموما وذلك باتباعهم اساليب خارجة عن القانون ويسمون هذه حرية فهل من الحرية والروح الرياضية ايذاء الناس وتعطيل المرور وقطع الطرق ؟ وعند مسألتهم يقولون انهم من قاموا بالثورة للمطالبة بالحرية . ان الحرية ليست كذلك ولن تكون .. فالحرية هى التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية انها حرية قول وإبداء وجهات النظر الخاصة والرأي واختيار مكان العيش والعمل وماشابه دون الاخلال بالقانون العام فى البلد التى اعيش فيها ولا اتعدى على حرية الاخرين واحترم كل الحريات الشخصية والعامة سواء . فارجوا من كل من يعتقد انه هو الذى قام بالثورة للمطالبة بهذه الحرية فاقول له ان الثورة قام بها شعب يعرف معنى الحرية الحقيقى وارد تطبيقها على كل الناس حتى تصبح مصر فى مصاف الدول المتقدمة على الدوام . لمزيد من مقالات هبة سعيد سليمان